طارق ديلواني يكتب : رموز الإخوان على قناة المملكة.. ما الذي تغير؟

{title}
نبأ الأردن -
يمكن ان نلاحظ بوضوح الانفتاح غير المسبوق لوسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية على رموز وقادة جماعة الإخوان المسلمين، خصوصاً بعد فوزهم الكبير وبنسبة وازنة من مقاعد مجلس النواب العشرين.
ان يصبح قادة الاخوان ضيوفا دائمين على قناة المملكة وغيرها يعني أن " السيستم" يريد تهدئة الداخل وتخفيف الاحتقان السياسي و إظهار التعددية والانفتاح الديمقراطي ووجود مساحة جيدة من حرية التعبير، لكنه في المقابل يعيد الشرعية للجماعة رغم وجود احكام قضائية قطعية بحظرها.
 واضح تماما ان اللهجة الرسمية تجاه الاخوان تبدلت منذ العاشر من أيلول الماضي، وان ثمة قرار باحتواء الحركة الإسلامية ودمجها في النظام السياسي، وهذا لا ينفي وجود صفقات او تفاهمات غير معلنة بين الطرفين.
 لطالما كانت العلاقة بين الإخوان المسلمين والنظام الأردني مزيجاً من التفاهمات والصدامات والتوترات المحدودة، مع الإبقاء دائماً على خيط رفيع من التواصل.
في فترة الثمانينيات والتسعينيات، كانت الدولة الأردنية ترى في الإخوان المسلمين قوة مضادة للتيارات اليسارية والقومية التي رأت فيها أكبر تهديد لها، قبلها وتحديداً في فترة السبعينيات، دعم الإخوان الدولة الأردنية خلال أحداث "أيلول الأسود"، ولا يمكن ان ننسى أيضا موقف الاخوان الإيجابي في " ثورة الخبز" جنوب البلاد عام 97.
استخدام الإعلام كأداة لإدارة التوازنات الداخلية وتخفيف التوترات السياسية في الحالة الأردنية يعني ان ثمة نهج جديد في عقل الدولة.
وسياسة احتواء المعارضة ومنح الإخوان مساحة في الإعلام قد تكون محاولة لاستيعاب مطالبهم وتخفيف حدتها وضبط ايقاعهم" المنفلت" أحيانا في الشارع وضمان عدم انزلاقهم نحو الراديكالية، في ظل هذا المشهد المشتعل اقليما وفي دول الجوار.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير