د. تيسير ابو عاصي يكتب: حتى حمام السلام

{title}
نبأ الأردن -  ذات يوم غابر لفت انتباهنا طيران من الحمام قد انهيا تحليقهما باستقرار على احد اذرع نتوؤات البيت ، خلنا ذاك اللجوء مؤقتا .

. قمنا بإكرام ضيفينا الجميلين بأن قدمنا ما تيسر من الحبوب والماء ، وحرصنا ان لا نسأل الضيوف مبتغاهم لعدة ايام تجاوزت الايام الثلاثة اللزام عرفا .

. لم تلبث الزيارة الطارئة ان امتدت بأذيالها الى ايام أخر ، حتى بدأنا نشعر بثقل الزيارة وملل منها واستياء سيما بعد ان توافدت الطيور حمامة إثر أخرى ، فأصبحت الضيافة واكرام الضيف تتحول الى عادة يومية اخذت طابع الرأفة والرفق بداية الا انها لم تطل المدة التي لم تفارقها لمسة الشفقة والأنسانية ، فالوضع فيه الكثير من الاثقال اذا ما عرفنا بأن العنصر الأهم في المسألة هو اكداس الفضلات المتجددة التي تملأ الجدران والرفوف والساحات حول البناء .

. بدأنا بالتفكير في وضع نهاية لتلك الزيارة المملة والمؤذية ، لقد وجدنا في البداية ان وجودهم فيه فتح لباب حسنة ما قد اتتنا ويجب استثمارها ، لكنها انسابت اولا باول تنسل من بين اصابعنا لتتجسد مشكلة لم نقو على انهائها ، استعنا بمتخصصين وبعارفين وخبراء ، لم يألوا جهدا في ابداء رأي أو نصيحة للخلاص من طيور الحمام الذين قد تجاوزوا بعدئذ الثلاثين طيرا بإزدياد مضطرد ترافق ذاك الإزدياد بتناقص المشهد الصحي والنظافة حول البيت .

. في لحظة نعيشها سلمنا أمرنا لقاعدة التعايش بعد ان يئسنا من الخلاص وان وجودهم اصبح عقبة كأداء لا تنتهي الا بالجنوح الى حلول غير سلمية كاللجوء الى حالة طوارئ تفضي الى استعمال وسائل قتل اما بالتسميم او بكفاح مسلح ، وهذا ما قد رفضناه لأسباب ضميرية وانسانية .

. قبلنا واقعنا سيء الطالع هذا ، لكننا اصبح من واجبنا مراقبة اية تحركات جديدة يقومون بها ، فحق الجوار مهدد ومخرج التعايش في خطر ،

فعلى إثر العدالة المثلومة طولا وعرضا في زماننا الوضيع نتسائل هل يحتال الزائر القديم بغصن زيتونه ويتحول مدعيا انه صاحب ارض وديار ونصبح في بيتنا العتيق الذي شيدناه لبنات من الفرح والألم ومبعثرات من الذكرى وشذرات من التاريخ غرباء ، حقائبنا بين الفينة والأخرى تستنهض العزم الى هجرة الى أطناب خيمة تشد على احدى حفاف الوطن
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير