بلال حسن التل يكتب: التراث الشعبي الفلسطيني في المعركة
نبأ الأردن -
قلت في مقالي المنشور يوم الثلاثاء الماضي ان،علينا أن نعمل جميعا بكل السبل لابقاء قضية فلسطين حية. وهو ما نحاوله في جماعة عمان لحورات المستقبل، على الصعيد الثقافي على اقل تقدير، لاننا نؤمن بان اساس الصراع حول فلسطين، هو صراع عقائدي ثقافي، لذلك نتبنى مشروعا لجمع التراث الشعبي الفلسطيني، للحفاظ عليه. خاصة في جانبه المعنوي والأدبي، و للحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية،التي يشكل التراث مكونا رئيسا لها، لذلك جاء في مقدمة مشروع الجماعة مايلي:((تعرضت شعوب كثيرة للإضطهاد والاستعمار’ لكنها لم تنهزم لأنها حافظت على أهم مكونات هويتها, ممثلة بتراثها الشعبي. وفي هذا الإطار, تأتي سرقة التراث الشعبي الفلسطيني على يد العدو الإسرائيلي, وسطو الإسرائيلين على التراث الفلسطيني من طعام ولباس وخلافه وإدعائهم بأنها لهم, بهدف مسح الهوية العربية للارض التي احتلوها، لذلك فقد صار من الواجب تعظيم كل أسباب الحفاظ على التراث الشعبي الفلسطيني خاصة في جانبه المعنوي والأدبي وهذا ما يهدف إليه مشروع المحافظة على الهوية الوطنية الفلسطينية وتعزيزها من خلال الحفاظ على التراث الفلسطيني )).
تنبع اهمية هذا المشروع إنطلاقًا من الايمان بان معركة الامة في فلسطين هي في جوهرها معركة ثقافية، فقد قام المشروع الصهيوني الاستيطاني التوسعي باحتلال فلسطين الأرض على اساس مقولات توراتية محرفة حول ارض الميعاد، ثم وسعيا منه لتسويق مقولته حول حقه في ارض فلسطين، سعى الكيان الصهيوني لسرقة الهوية الثقافية للارض، وخاصة تراثها الشعبي، لان التراث الشعبي فوق انه مكون اساسي من مكونات الهوية الوطنية لاي شعب، فانه من اهم مايميز امة عن امة وشعب عن شعب، وهو الذي يعطي للارض جزاء هاما من هويتها . وهي حقيقة ادركها القائمون على المشروع الصهيوني، لذلك سعوا ومازالوا للسطو على التراث الشعبي الفلسطيني، ابتداء من الكوفية الفلسطينية، التي عمد مصمموا الازياء الاسرائليين الى ادخالها في الكثير من تصميماتهم، للزعم بان الكوفية هي تراث اسرائيلي، ولم يتوقف السطو الإسرائيلي على اللباس الشعبي الفلسطيني عند الكوفية الفلسطينية، بل امتد الى سائر الملابس التراثية الفلسطينية، التي البسها هذا الكيان للمرشحات لمسابقة ملكات جمال العالم التي احتضنها قبل سنوات، زاعما ان هذه الملابس هي ملابس تراثية إسرائيلية.
ومثلما سطى الكيان الاسرائيلي على اللباس التراثي الفلسطيني، سطى كذلك على الدبكات والرقصات والاغاني التراثية الفلسطينية زاعما ايضا انها تراث اسرائيلي.
كما وصلت السرقة الإسرائيلية الى المأكولات التراثية الفلسطينية ، فصارت قلاية البندورة اكلة تراثيه إسرائيلية، ومثلها الحمص والفلافل الى اخر قائمة المأكولات التراثية الفلسطينية.
في سطوه على التراث الشعبي الفلسطيني يسعى المشروع الصهيوني لصناعة تاريخ لكيانه فوق أرض فلسطين المحتلة، في نفس الوقت تجريد الفلسطينيين من تاريخهم وهويتهم.
لكل ماسبق وغيره فيجب التعامل مع التراث الشعبي الفلسطيني على انه جزء اساسي من معركة فلسطين وتحريرها. وهو جزء فيه تقصير كبير منا بالرغم من وجود جهود مبعثرة لحماية التراث الشعبي الفلسطيني، وهو تقصيرلابد من علاجه، من خلال مشروع متكامل لجمع التراث الشعبي الفلسطيني وتوثيقه وتوظيفه للحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية، على الدرب الطويل لتحرير ارضها.