رياض القطامين يكتب: لماذا لم يتم تمديد عقد شركة " نافذ " على غرار تمديد عقد " ميناء الحاويات " ؟

{title}
نبأ الأردن -
أحسنت الحكومة صنعا بتمديدها عقد ميناء حاويات العقبة ١٥ عاما وهي شركة ناجحة بكل المعايير . 

 وبموازاة ذلك نسأل الحكومة  واصحاب القرار في العقبة لماذا لم يتم تمديد عقد شركة نافذ للخدمات اللوجستية وهي شركة ناجحة بامتياز ايضا لا بل انها احد اكبر ضمانات نجاح ميناء حاويات العقبة ومنظومة الموانىء عموما .

شركة نافذ للخدمات اللوجستية التي انشئت عام  ٢٠٠٠ وجاءت عام ٢٠٠٨ لتقوم بمهمة وطنية عظيمة وحلا  لمشكلة أرقت الرأي العام الأردني واربكت المنظومة الاقتصادية فتمثلت مهمتها الرئيسة بتنظيم دخول وخروج الشاحنات من وإلى موانىء العقبة او ما يعرف " بمشروع الشاحنات ".

قبل مجيء نافذ للمنطقة الخاصة  عام ٢٠٠٨ كانت بعض الموانىء الأردنية تعاني من أزمات وتكدس في الشاحنات والحاويات وإطالة انتظار السفن والبواخر حتى صنفت على القائمة السوداء لخطوط الملاحة العالمي وتحول وضع بعض الموانىء إلى  قضية رأي عام أردني .

وما أن باشرت شركة نافذ مهامها عام ٢٠٠٨ حتى أصبحت قضية التكدس والأزمات رقما ماضيا لم يعد له وجود فاستقام عمل الموانىء وانتظمت سلسلة النقل والتزويد ودارت عجلة القطاعات الاقتصادية بمختلف انواعها.

واتفقت كامل مكونات سلسلة النقل والتزويد  من موانىء وملاحة بحرية وتجار وتخليص وحكومة وحتى الاعلام  اتفقوا على نجاحات شركة نافذ وبنسبة رضا ١٠٠% .

لكن شخصنة الأمور وضعف الإدارة وعدم القدرة على اتخاذ القرار في مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة قبل الحالي اعاق عمل شركة نافذ وقيد ايديها واخذها لمنحى العقد المؤقت ل ٦ أشهر  او سنة واحدة كحد اقصى والان تزاول شركة نافذ للخدمات اللوجستية أعمالها بعامها الأخير وللمرة الأخيرة .

الحكومة مدعوة اليوم إلى اتخاذ قرار استراتيجي بتمديد عقد  شركة نافذ للخدمات اللوجستية إلى ما كانت عليه بالعقود السابقة إن لم يكن افضل وفي ذلك خدمة عظيمة للاقتصاد الوطني الأردني عموما وموانىء العقبة خصوصا قبل أن تكون خدمة " لنافذ ".
 مضى على انشاء شركة نافذ للخدمات اللوجستية ١٧ عاما لم يسجل خلالها اي مخالفة على الشركة ولم يتخذ بحقها اي عقوبة او إنذار. 
سجل شركة نافذ وسيرتها الذاتية ومسيرتها المهنية غنية جدا بالإنجازات ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر البوابات الإلكترونية وحصولها على أكثر من براءة اختراع نوعية مثل الرصاصة الإلكترونية الجمركية والميزان الإلكتروني " القبان" وامتداد خدماتها لأكثر من دولة عربية وعالمية قهي متواجدة في العراق وفي سلطنة عُمان والمانيا والإمارات وكازخستان إلى جانب مقرها الرئيس في الأردن حيث تعتبر خير ممثل للأردن تكنولوجيا بنظام دخول وخروج الشاحنات من وإلى موانىء  العقبة .

ولا ننسى أن"  نافذ" ترفد خزينة الدولة ب ١٥% من إجمالي العائد المالي السنوي كما انها من الشركات الرائدة في مجال المسؤولية المجتمعية بل في طليعة الشركات الكبرى فهي على اتصال مباشر مع قضايا واحتياجات المجتمع المحلي سواء في قطاع التعليم والصحة او تدريب خريجي الجامعات وتأهيلهم لسوق العمل إضافة الى تواجدها الدائم والداعم لقطاع الإعلام لتسويق وترويج العقبة الاقتصادية الخاصة كمنتج متكامل يشمل كافة القطاعات .

كما أن شركة نافذ للخدمات اللوجستية وفرت ٢٠٠ فرصة عمل كريمة لاردنيين برواتب مجزية وفي حال لم يتم التمديد لهذا الشركة نسأل عن مصير ٢٠٠ عائلة اردنية ماذا ينتظرهم في ظل حالة الفقر والعوز والبطالة التي تضرب المجتمع في الاعماق .

وهنا ايضا نطرح سؤال استباقي وكبير اذا كان في فكر صاحب القرار استبدال نافذ ببديل آخر لا تجربة ولا خبرة لدية من يتحمل مسؤولية التداعيات الاقتصادية لتجارب غير مضمونه.

والسؤال الأكبر هل منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة الرافد الأكبر للاقتصاد الوطني تتحمل المغامرات بمثل هذه القرارات .

هذه هي الرسالة هل وصلت؟
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير