د. احمد زياد ابو غنيمة يكتب:: دولة الرئيس: الوطن أمانة في اعناقكم....

{title}
نبأ الأردن -
ترددت كثيرا قبل أن اكتب رسالتي لدولة رئيس الوزراء الجديد د. جعفر حسان، لعدم معرفتي الشخصية بدولته من قبل؛ فلا اعرف إن كان من الرؤساء ممن يتقبلون النصيحة الصادقة من مواطن اردني بصدر رحب، أو كان من الرؤساء ممن يضيقون ذرعا بمن ينصحهم لخير البلاد والعباد، واتمنى ان يكون دولته من النوع الأول.
                       **********
دولة الرئيس؛
لا اخفيك أنني من اؤلئك الناس من الذين توجسوا خيفة من تكلفيكم لتشكيل الحكومة الجديدة، لعدم معرفتنا كشعب - بشخصكم الكريم - رغم وجودك في مراكز القرار منذ سنوات طويلة، ولعل هذا ما قد يكون حافزا لكم في قادم الأيام لتعريف الشعب الأردني برئيس وزرائه أكثر من خلال برنامج حكومتكم وما ستقدموه لتخفيف معاناة الشعب اقتصاديا، وما ينتظره الشعب منكم كرئيس وحكومة، من خلال تفاعلكم الايجابي المُنتج مع الشعب وهمومه وتطلعاته. 
                       **********
دولة الرئيس؛ 
أمامك شخصيا وأمام حكومتك - التي كنا نود أن تكون آلية تشكيلها واعضائها أكثر قبولا لدى الشعب- فرصة ذهبية لاعادة الثقة المتآكلة والنظرة الايجابية من الشعب لحكوماته، هذه النظرة التي كانت سلبيتها تزداد مع معظم الحكومات التي عاصرناها منذ عقد وأكثر على الاقل؛ فأتمنى أن يكون أداء حكومتكم افضل من سابقاتها، سواء في سياساتها الداخلية او الخارجية، وان يكون التماس بين حكومتكم وبين الشعب أكثر حضورا وفعالية؛ وان نشاهد تفاعلك الشخصي كرئيس للوزراء مع مكونات الشعب من أحزاب ونقابات ومؤسسات مجتمع مدني؛ بحيث تستمع لهم ويستمعوا لك فيما يهم الوطن والمواطن؛ فلا تغلق باب مكتب على نفسك فلا نسمع عنك سوى عند عقد اجتماعات مجلس وزرائكم، كما تجربتنا - المريرة - مع بعض الرؤساء ممن سبقوك.
                       **********
واتوجه لك بنصيحة اخيرة دولة الرئيس، وهي خاصة بتعامل حكومتك مع برلماننا الجديد في شكله ومضمونه كما افزرته إرادة الأردنيين في الانتخابات، فارجو ألا تنظر دولتك ووزرائك لوجود كتلة نيابية معارضة وازنة للحكومة، كتهديد لكم في الحكومة؛ بل كعامل قوة لحكومتكم؛ ترشدكم للسلبيات في مسيرتكم وتقدم مقترحات لمعالجتها، وتشكركم وتشد على ايديكم في الايجابيات. ولا تنسى دولة الرئيس وانت تتعامل مع هذه المعارضة النيابية - بعيدا عن تاثيرات بعض عناصر التازيم التي تحاول اختلاق الأزمات والصدامات معها-، أن هذه المعارضة الوطنية البرلمانية أنما هي امتداد لحركة سياسية وطنية عمرها من عمر المملكة الأردنية الهاشمية، وكان الملك المؤسس رحمه الله هو من افتتح اول مقر لها في عمان عام ١٩٤٦؛ وكانت دوما في صف الوطن في منعطفات تاريخية كانت فيها الدولة والنظام في مرمى تهديدات وجودية، فكان وقوفهم مع الوطن والنظام دوما.
                       **********
واختم رسالتي لدولتكم، بتوجيه نصيحة لكم وللحركة الاسلامية على حد سواء، وهم احد ركائز الاستقرار في وطننا الحبيب؛ بأن تفتحوا قلوبكم وعقولكم لحوارات جادة وعميقة معهم، لتبحثوا في القواسم المشتركة التي اجزم انها اكبر واعظم مما قد تختلفون عليه؛ وبما يعزز الالتزام بالثوابت الوطنية التي يجمع عليها الشعب الأردني العظيم، من امن الوطن ورفعته واستقرار نظامنا السياسي، كما واتمنى ألا تبخل الحركة الاسلامية في اي وقت كان، من تقديم النصيحة الصادقة المخلصة لجلالة الملك في مختلف القضايا المفصلية سواء الداخلية او الخارجية؛ وأسوق مثالا في هذا الامر ما اثاره سعادة النائب الاستاذ صالح العرموطي من تنبيه الحكومة في البرلمان السابق لقضية " الباقورة والغمر " التي مكنتنا من استرجاعهم في موقف وطني مهيب افرحنا جميعا.
                       **********
وفقكم الله دولة الرئيس وحكومتكم في مهمتكم في "خدمة الوطن" كما اقسمتم على ذلك صباح الأمس أمام جلالة الملك. 
 حفظ الله وطننا الحبيب من كل سوء 

تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير