فارس حباشنة يكتب : في اكتساح الاخوان المسلمين
نبأ الأردن -
وقد فاز الاخوان المسلمين باكتساح
لعل أول سؤال قابل للطرح بعد اعلان نتائج الانتخابات النيابية ، و فوز حزب جبهة العمل الاسلامي ب35 مقعدا نيابيا عن الدائرتين : المحلية و العامة .
و على هامش الصدمة التي لم تكن مفاجأة بالكامل باكتساح الاخوان المسلمين في الانتخابات النيابية .
فان اكتساح الاخوان المسلمين لمصلحة من ، و على حساب من ؟
و حصل الاخوان المسلمين على 18 مقعدا نيابيا على قائمة الاحزاب ، و حصلوا على 17 مقعدا لى القوائم المحلية
وما يعني ان الاخوان حصدوا الثلث من العداد الانتخابي ، و عدد المقترعين في المملكة البالغ مليون و نصف ناخب .
اغلبية اخوانية شبه مطلقة في البرلمان . و النسبة تستحق الفزع ، و لأن.. لا مواجهة و منافسة لقوى حزبية للاخوان المسلمين .
و أن الاحزاب المنافسة ليس لديها قدرة على جذب قوى تصويتية جديدة ، و خاصة في قطاعات غابت لسنوات عن التصويت و المشاركة ، و قوى اجتماعية خائفة و مرعوبة من الاسلام السياسي .
و هنا ، الفزع ليس من النتيحة . بل من طبيعة المعركة الانتخابية ، و عناوين الاخوان المسلمين " الكلاسيكية ". و في الانتخابات لم نلامس اي مواجهة بين تيار اخواني و تيار منافس و مناويء .
و السباق الانتخابي كان على "الكتلة العمياء" .. و نجح التحشيد الاخواني في اللعب على الرغبة بالمشاركة . و هو أمر ظهر يوم الاقتراع ، و في صور تنظيم الاخوان في
ادارة و توجيه جمهور الناخبين . و اكثر ما تكرر من عبارات في حوارات الناس على السويشل ميديا و المجالس العامة .. سوف اصوت للاخوان المسلمين " جكر " ، جكر بمن ، ولمن ؟!
و الاخوان شاطرون في التقاط الثمار القريبة .. و نهجوا على الترويج لدعاية انتخابية حاولت ان تجسر ما بين الناس و الجموع و صناديق الاقتراع ، واستقطاب الناس حول هوية دينية للدولة . .
هكذا صوت "السواد الاعظم" من نصف مليون ناخب منحوا اصواتهم الى قائمة حزب العمل الاسلامي . صوتوا دفاعا عن الدين الاسلامي ، ودفاعا عن ايمانهم و اسلامهم ،
و كما لو ان هناك تيارا و شريحة اجتماعية في المقابل تقول : لا .
جماعة الاخوان تميل الى بنية و معيار "السمع والطاعة" . و في ظل هندسة جديدة للحياة السياسية الاردنية .. و الى أي مدى فان اشارات الاخوان المسلمين في معيارية .. نعم ولا و مع وضد ، سوف تعبر عن رصيد سياسي يمكن ان يناور و يعل به الاخوان ؟!
و المشكلة بل الازمة ان الديمقراطية ليست حلا سحريا .. والديمقراطية ليست صندوق اقتراع و ناخبين .. ولكنها عملية مركبة و شاملة و ترتبط في البنى التحتية للعمل السياسي و بناء مجتمع سياسي و نخب ، و مؤسسات سياسية ، و توسيع مجال الحريات ، و كيف تحول الكتلة العمياء الى ما يسمى رأي عام ، ويكون مزاجه غير خاضع لاغواءات الجنة والنار .
و الديمقراطية ليست حربا على السلطة من أجل خطفها .. ولكنها أيمان في التداول السلمي للسلطة .
فارس حباشنة