امل خضر تكتب : مرض الكرسي

{title}
نبأ الأردن -
 من أجمل ما قرأت عن تشخيص مرض الكرسي الذي دمر آمالنا وطموحتنا وجعل الباطل حق والحق باطل مرض الكرسي... الاصح مرض من يجلس على الكرسي العيب ليسا بالكرسي لانه ما سمعت يوما ان كرسي ناقل للأمراض التي نعاني منها . جازمة ان المرض متأصل بالنفس الجالسه على الكرسي فكان كاشف لما اسميته بمرض الكرسي مرض الكرسي CHAIROPHILIA : مرضٌ معروفٌ يصيب الإنسان؛ يجعل منه عبدًا للمنصب الذي هو فيه، يطمع من خلاله للمزيد؛ وذلك كلّما ترفّع وعلا شأنه، يتركز تفكيره في الاحتفاظ بمنصبه بكل الطّرق مهما كانت التنازلات التي يقدمها.
هناك ارتباط وثيق بين الاستبداد وانتشار مرض الكرسي، أثبتت الدراسات أنّ المريض به يتمتع غالبًا بالذكاء ومستوىً جيدٍ من التعليم يجعل من حقه فعلًا أن يتبوأ منصبًا رفيعًا في الدولة، لكنه يعلم يقينًا أنّ التّرقي في ظل الاستبداد لا علاقة له بالكفاءة ، وأنّه مهما بدت عليه ملامح الداهية والذكاء الدبلوماسيّ لن يصعد بتاتًا إن لم يتم أخذ صكّ الرضا من مديره لكن برائي في كثير من الأحيان أن هذا المرض لا يقتصر على المناصب العليا بل قديصيب موظف يجلس على كرسي يخوله تسكير الأبواب في وجه حقائق وانصاف مظلمه لعلاقات ومصالح شخصية نعم الكرسي شكل بالنسبة لي عقدة لاني في كل مظلمة أقدمها تقفل الأبواب بوجهي بحجج الجلسه الخاصه احد الأعذار التي قيلت لي . وأعجب من تلك العدوة التي دمرت انفس بشريه بعكس باب الهاشمين وأنا اقلب اوراقي وجدت مظلمه لي طرقت باب صاحبة الجلالة الملكة رانيا العبدالله والتي ما كان من بابها الا أن تعاملت معها بكل أنسانيه وتواضع وتسامح لتفتح لي باب الحياة من جديد . بعكس من طرقت ابوابهم ومعي مظلمة مستندة إلى حقائق ومع ذلك وبسبب الجلسه الخاصه أغلق الباب في وجهي . عائدة منكسرة لمرض كرسي . ولكن هذه المرة انكساري ليسا ضعف أو خوف لا أسفي على من يغلق الباب في وجه مظلمه... قد تكون مقالاتي انعكاسات وقائع حياتيه لكن صدمتي بعد كل مقال أن الكثير عانى ويعاني مما أنا فيه . رغم ذلك لن أكون ظالمه للطرف المقابل من يقاتل ويناصر الحق بغض النظر عن مكاسبه وخسائره فقد لأحقاق الحق . أعلم اني بشر واني أخطأت كثيرا ولكن لمتى سأدفع ثمن هذا الخطأ والى متى سأبقى مقيدة فيه رغم أني اثبت ولازلت أسعى جاهدة لاثبات ما مررت به كان ظلما وثمن اني أردت أن أكون انسانه وأم خرجت كثيرا عن مقالي ولكن وجعي والمي كبير . والثمن الذي دفعته كبير وبكفي فلن تكونوا اكبر من الله من يغفر الذنب لو كان مثل زبد البحر . فكيف بمن عاش ويدفع الثمن وهو مظلوم .
لنعود للمقال مرض الكرسي
شُخِّصَت حالات المرض إلى شاخصتين :الأولى تصيبه قبل تولّيه المنصب أمّا الثانية تصيبه بعد توليه المنصب. وأنّ من يصاب بالأولى لا بدّ أن يصاب بالثانية، كمن يعيش بشكل اعتيادي وبلا أيّ مناصب، سَبَق وإن كنتَ قد تعاملتَ معه في إحدى مجالات العمل كزملاء ، وما إن تولّى منصبًا ظهرت عليه أعراض المرض وتحوّل إلى آلةٍ صُنعت فقط من أجل أن يبرّرَ ما يفعل أو ما يقول أو حتى ما يفكر فيه.

تتدهور حالة المريض في آخر مراحل إصابته، ليتحول من النفاق والتهليل والتزمير لكل القرارات إلى تبرير الجرائم نعم جرائم وهو تعبير بسيط اللتي يرتكبها بحق الاخرين، حتى أنه لن يترك فرصة تتسنى له فيها ارتكاب الجرائم بحق نفسه وبحق المجتمع الذي يعيش فيه؛ ليغطي بها على جرائم قام بها أفظعَ وأشنع.

لا علاج ولا برأ من هذا المرض فهو مرض أزليّ أبديّ، لا شفاء لمن أصابه، قالت دراسات بأنّ هناك حالات قليلة نجت منه وذلك بطريقة (إحداث الصدمة)، أي يتلقى المريض صفعةً تحدث له الصدمة؛ كي يستعيد بعدها نفسه الضّالة، ويحدث هذا بسقوط جميع الأقنعة التي كانت تحيط به وتحطيم النفاق الذي يعد أحد عوامل تنامي المرض، ومواجهته بكل ما اقترفه من تجبّر وتسلّط على أناسٍ كان يومًا ما يوازيهم في الدرجة، ثم بتذكيره بالتاريخ المشرّف له وبالمبادئ الذي تربّى عليها أفادت بعلاج القليل من الحالات كما ذكرت سابقًا؛ ولكن وفي كثير من الأحوال يستنكر صاحب الكرسي المريض هذه الصدمة ويقع ضحية في شباك نكرانه للواقع الرّاهن، ومن ثم يقوم من جديد للدفاع عن مبادئه بطريقة همجية متناقضة ليثبت للجميع مدى إخلاصه لها.

لايزال هذا المرض يوسوس لنا فردًا تلو الآخر وينخر في بنيان مجتمعاتنا، في ظلّ تغيّب مفاهيم العدل والإحساس بالمساواة، في الوقت الذي يتبجّح فيه الظلم واليأس من تحقيق الإنصاف وطغيان الواسطة والمحسوبية على ذلك كله.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير