روند الكفارنة تكتب : عن فيلم "حياة الماعز"
نبأ الأردن -
وأخيرا حضرت فيلم (حياة الماعز)بناء على نصيحة بعض الأصدقاء من المملكة السعودية الذين طلبوا مني الكتابة عنه بشكل موضوعي، وها أنا في محاولة لأن أفي بوعدي مع التنويه بأنني لست متخصصة بالنقد الفني وإنما هي مراجعات لأفلام أشاهدها أحيانا و استفز للتعبير عن رأيي ،
الفيلم يبدأ في المطار عندما وصل شخصان من الهند وقد قدما بناء على اتفاق مسبق مع شركة لاستقدام العاملين ،القصة تقول إن الاخوين جاءا ليعملا في شركة ما كمساعدين ولم يحضر أحد لاستقبالهما (لا شركة تدفع مبلغا لتجلب عاملين ثم تنسى أن تقلهما لساعات )لن أتوقف عند هذه التفصيلة المهمة التي تنسف الفيلم جملة وتفصيلا ،.
ثم مكالمة الأهل، فبالرغم من قدرتهما على استعمال الهاتف للاتصال مع الشركة إلا أن الهاتف لأهليهم لم يكن ممكنا (قصة ساذجة تصل للغرابة )لست هنا أهاجم الفيلم بقدر ما أوضح أن القصة ليست سوى ترتيب لأحداث صعبة التصديق وصعبة الحدوث بمثل الترتيب الذي جاء به الفيلم وعلى قدر من الضعف وعدم الموضوعية .
ثم يحصل أن يكون هناك شخص استغل الموقف، هذا الشخص راعي أو صاحب مزرعة حيوانات يذهب للمطار لالتقاط العمالة التي تتبقى في قعر الإناء (معالجة درامية سيئة مرة اخرى ) أنا لا أعرف شخصا مهما بلغ به الجنون يسوق لساعات إلى المطار دون أي عمل سوى التقاط العمالة بهذه الطريقة ، ثم أن القصص الدرامية مبنية على تباين الشخصيات حيث الطيب والشرير والمنتهز، أما أن تبنى قصة الفيلم على شخصية واحدة مكررة وهو الرجل الذي استغل جهلهما وعدم قدرتهما على التحدث بلغة الكفيل (العربية) والصديق له والشرطي الكل متواطئ بطريقة تدعو للعجب هل توقف تباين الشخصيات في تلك البقعة من الأرض ؟ وطبعا هذا الشخص الهندي كما يدعي لديه العديد من الأصدقاء الذين سبقوه ‘إلى السعودية ،السؤال المهم أين هم ؟ لم يزودوه برقم للاتصال ،لم يستقبلوه؟ وبالرغم من أن الجالية الهندية كبيرة جدا في السعودية لم يجدوا لساعات رجل واحد هندي في المطار وهذا مستغرب أيضا.
وبالرغم أن الكفيل شخص عادي، انسان طبيعي ويعرف أن هذا الرجل لا تعود كفالته له وهذه تهمة مشددة في السعودية لكلا العامل والكفيل على حد علمي، فإن أول فكرة خطرت للرجل استغلال العامل لدرجة الاهانة واستبعاد هروبه من جراء سوء المعاملة، بعكس انسانية أي انسان ،أي أنه يتعامل مع الدوافع للسلوك بطريقة عكسية ولن أقول غريبة أو غبية.
نعود إلى الصورة الخيالية للهند فإذا كانت الهند بكل هذا الترف لماذا هناك آلاف من الهنود في دول الشرق الأوسط ،هذا سؤال لم يجِب عنه الفيلم ،تعامل كاتب القصة مع السعودية كبلد وأفراد كند يود الانتقام منه، فليس هناك من بصيص أمل ولا شخص واحد يملك مقدارا من الإنسانية في هذا الفيلم وهذا ظلم عيان لشعب كامل، لذا أنا لا أجد هذا الفيلم عظيما أو مهما لا بقصته ولا بمعالجته الدرامية .
روند الكفارنة /قاصة وروائية أردنية

























