د. ماجد الخواجا يكتب: الخواجا يكتب : شارع الأردن يئن 03 2 دقائق
نبأ الأردن -
كم فرحنا حين سارت مركباتنا لأول مرّةٍ على شارع الأردن بعد إنشائه حيث كانت الفكرة أن يصبح البديل الخارجي ما بين عمان والشمال. وطبعاً كما هو حال عمان في كل مناطقها، فقد شهد محيط شارع الأردن نهضة عمرانية – إن جاز التعبير- بحيث امتلأت فضاءاته بالمباني والشقق والأحياء، كما أنه أصبح مع مرور الوقت شارعاً حيوياً مكتظاً بالمركبات طيلة أوقات الليل والنهار.
من الظواهر اللافتة والتي أصبحت جزءاً من مشهد شارع الأردن، البسطات العشوائية التي يتم من خلالها بيع منتجات أو خضروات وفواكه وغيرها، فتكون غير ثابتة ومتنقلة في مركبات خاصة، حيث يتوقف الزبائن ويترجلون من مركباتهم من أجل الشراء، ليعرقلوا سير الطريق والأخطر التسبب بحوادث مرورية قاتلة.
الظاهرة الثانية تتمثل فيما سميت ذات لحظة أدبية وثقافية بحديقة او غابة الإبداع، عندما قامت وزارة الثقافة بتسييج موقع محاذي لشارع الأردن وقريب من مستشفى الملكة علياء رحمها الله، وتم زراعة أشجار وتسميتها بأسماء أدباء ومثقفين أردنيين راحلين أو أحياء، الملاحظ أن هذه « الغابة» لم تصمد فيها شجرة واحدة لتبقى حيةً، وما تبقى منها فقط هو السياج المحيط بالأرض، تماماً مثل غابات الأغوار الجنوبية عندما كنت أشاهد لوحة كبيرة تحمل مسمى « غابات عسّال» فلا تجد غير حشائش تنبت هنا وهناك. أما الغابات فهي مجرد خيالات مريضة لا واقع لها.
الظاهرة الثالثة لشارع الأردن تتمثل في مجاميع من ركام وبقايا البناء والحجارة التي تلقيها الناقلات للتخلص منها وعدم الذهاب إلى المكبات الخاصة بمثل هذا الركام والمخلفات. ولا أدري إلى متى سنظل تحت وطأة هذه الظاهرة الملوّثة للبيئة وللبصر وللحضارة.
الظاهرة الرابعة تتمثل في احتلال جنبات الطريق من قبل المواطنين الباحثين عن فضاء ومساحة لرحلاتهم وجلوسهم ولهو اطفالهم واصطفاف مركباتهم وخاصة أيام العطل والأعياد حيث لا تبقى مساحة إلا ويحتلها أحد المواطنين المصطافين. ربما هنا أتوقف لأقول أنه لو وجدت أماكن مخصوصة ومجانية للتنزّة والرحلات وتوفير المرافق الصحية الإنسانية، لما وجدنا هذا التهافت والاحتلال لجنبات الطريق.
الظاهرة الخامسة تتمثل في زرع جنبات شارع الأردن من نهايته عند التقائه مع شارع جرش ووصولاً إلى أعلى مرتفع أبو نصير، فهي زرعت بين ليلةٍ وضحاها بإنارة أسلاك الكهرباء مع طاولات وكراسي من أجل تأجيرها للمواطنين باعتبار تلك المناطق ذات إطلالات جميلة وتوافر طقس لطيف ليلاً هرباً من حرارة الصيف اللاهبة. هذه الأماكن المحجوزة جعلت المواطنين الذين لا يرغبون بدفع أية أموال أو لا يقدرون على دفعها يقومون بإيقاف مركباتهم على المسار الأيمن على طول الطريق مع ما يمكن تخيّله من مخاطر وتسبب في الحوادث على طريق يفترض أنه دولي، خاصة أن هذه المركبات الواقفة على مسرب من الطريق في الليل، تكون عرضة لوقوع الحوادث المرورية نتيجة تداخلها مع المركبات التي تسير على الطريق.
لا أدري كيف تجيز أمانة عمان وتقوم بترخيص مثل هذه الأشياء دون التحقق من توافر أسباب الأمان للراكبين والمشاة، ويكفي أن تمرّ من تلك المنطقة ليلة الجمعة لتحظى بكميات وأعداد هائلة من البشر والمركبات مع تداخل الإضاءة والإنارة المبهرة على طول تلك المسافة المذكورة.
هي ظواهر ليست مقصورة على شارع الأردن، لكن لخصوصية هذا الشارع وحيويته، فقد بات واضحاً درجة الإجهاد للشارع الذي أصبح يتطلب صيانة في عديد من أجزائه نتيجة المرور الكثيف عليه.