صالح الشراب العبادي يكتب: استراتيجية الإغتيالات

{title}
نبأ الأردن -
  اغتيال اسماعيل هنية 
كثيرة هي التحليلات التي انبرى محلليها في عملية اغتيال هنية ..في ايران ..
معظم المحللين قالوا ان الاغتيال كان نتيجة صاروخ انطلق من الجو ،  وهناك من اكد ان  مصدر انطلاق الصاروخ من دولة محددة ..
هناك احتمالات ثلاث لمصدر الاغتيال:
الاحتمال الأضعف :
انطلاق صاروخ  موجه من احدى الدول المجاورة لايران ، حيث في حال تم كشف هذه الدولة فان رد الفعل الإيراني سيكون قوياً وحاسماً تجاه هذه الدولة وستظهر ايران بموقف الضعف للدفاع عن حدودها وخاصة أن الدفاعات الجوية الإيرانية والتصدي الصواريخ والمسيرات على أهبة الاستعداد بعد ضرب ميناء الحديدة وضرب الضاحية الجنوبية لبيروت .. وسيكون الحرس الإيراني والجيش الأيراني في موقف صعب امام الشعب الإيراني على اختراق حدوده واستباحة أجواءه ..
اضافةً ان لا دولة مجاورة لايران لديها القدرة والجرأة على استخدام ارضها من اجل عملية اغتيال لرمز سياسي مثل هنية .. 
او حتى التعامل مع اسرائيل في عملية الاغتيال واستخدام ارضها او اجوائها ..

الاحتمال الثاني وهو ليس بالأكيد ..
ان الصاروخ الموجه إلى قد أطلق من الارض الإيرانية نفسها او على الاقل من حدودها .. وذلك لتجنب احراج اي دولة المشاركة في عملية الاغتيال..حيث ان دقة الإصابة ودقة تضييق دائرة الخطر للهجوم يؤشر على قرب انطلاق الصاروخ من مكان اقامة هنيه …

الاحتمال الاقوى .. والمؤكد:
هو زرع عبوة ناسفة بشكل دقيق وزرعها مسبقاً  داخل شقة اقامة هنية ، والتفجير كان عن طريق اللاسلكي  ( الهاتف النقال ) ( التفجير عن بعد ).
لقد كانت اقامة هنيه في مقر اقامة المحاربين القدامي .. والاسم بحد ذاته له معنى ، حيث ان هذا المكان ليس محروس بشكل كامل ومحكم كما هو مكان اقامة الحرس الثوري والذي عادة ما يكون اقامة الضيوف السياسيين المهمين ، وهو مكان مفتوح للجميع ..
يعتقد انه تم زرع عبوة ناسفة بشكل مسبق وبشكل دقيق ، والعبوة الناسفة تم زرعها اما بخرق واضح للموساد الاسرائيلي مع عملاء اسرائيل في ايران ..او انه تم منح المحضرين لهذه العملية  مبالغ مالية ضخمة من اجل الاداء وزرع العبوة المفخخة ، وتم هذا العمل والتخطيط له بشكل سري ودقيق وبحرفية تامة .. 
لماذا تم اغتيال هنية ؟
اعتقد انه كان هناك مقايضة واتفاق وعملية مفاضلة ما بين دخول اسرائيل جنوب لبنان  والتي تفضل اسرائيل عدم الدخول وفتح جبهة مع حزب الله لعدم قدرتها عسكرياً فتح جبهة اخرى ، اضافة الى استمرارها في حرب غزة والتي لغاية الان لم تحقق هدفاً واحداً من اهداف الحرب المعلنة ، وقد كانت لها الحسابات الخاصة حيث كانت تنوي الدخول بحرب  وتدمير الضاحية الجنوبية وتطبيق عقيدة الضاحية والتي طبقتها القوات الإسرائيلية عام ٢٠٠٦ ..ولكن كانت الخيارات ان لا تدخل هذه المعركة وكان البديل هو ضرب هدف آخر وقد تم اختيار إسماعيل هنية كهدف  ممكن ومحتمل  ومهم وله تاثير قوي على المقاومة وخاصة انه على أرض ايران .. ولا يستبعد انه تم التشاور مع ايران حول ذلك ، بعدم القضاء او تدمير قدرات حزب الله او التوقف عن مواصلة قتل قياداته …والتي تغتالهم اسرائيل  واحداً  تلو الاخر .. واعتقد انه تم التحضير لهذه العملية بعد اغتيال صالح العاروري ، وكذاك بعد الخلافات ما بين القادة السياسيين وما بين دول الوساطة ..
لماذا لم يتم اغتيال هنية في دولة غير ايران ؟
معظم اقامة السيد هنية كانت في قطر واحياناً في تركيا وتارة زيارات إلى مصر ، هذه الدول تجنب العدو الإسرائيلي ان تتم عملية الاغتيال على أراضيها وذاك لانخراط قطر ومصر في عملية الوساطة في الصفقة والتي إذا ما نفذت عملية الاغتيال على أراضيها فان ذلك سيسقط جميع أوراق الوساطة ومن المحتمل ان تكون هناك اجراءات سياسية ودبلوماسية مضادة خاصة ان مصر ترتبط مع إسرائيل باتفاقية سلام ولديها حدود  طويلة معها  وكذلك احتمال مواجهة مباشرة وخاصة على محور فيلادلفيا والذي تطالب مصر انسحاب إسرائيل منه .. 
اما قطر فمن المستحيل ان تتم عملية الاغتيال على ارضها ، فالقواعد الامريكية هي بمرمى ايران ومرمى الحوثين وخاصة ان العلاقات الخليجية ككل مع قطر ليست بالعلاقة الوثيقة نظراً  لمواقفها المناهضة دائما
لمواقف المجمل لدول الخليج ، قطر فتحت حدودها امام الوفود الاسرائيلية والتي يعتبروا ان الوصول إلى الدوحة اسهل من الوصول إلى الجبهة الجنوبية او الشمالية من فلسطين.
اما تركيا فموقفها من حرب غزة لغاية على الواقع يختلف اختلافاً كلياً عن موقفها الإعلامي ، فلا تزال تركيا ترتبط مع اسرائيل باتفاقيات تجارية واقتصادية ضخمة وعلاقات سياحية…
لذلك كله كان الاختيار الامثل والأفضل والذي يصيد جملة عصافير في ضربة واحدة هي أرض ايران ..
لماذا على ارض أيرانية ؟
اسرائيل قامت منذ عدة اشهر تقريباً بتغير سياستها تجاه  مناطق الدفاع المتقدم التابع لايران . فقد وجهت ضربة قوية إلى اليمن على مسافة ٢٠٠٠ كلم ..
وقامت بضربة اغتيالية مسددة إلى بيروت في الضاحية الجنوبية واغتيال الرجل الثاني في حزب الله ..
وقبلها قامت باغتيال صالح العاروري في الضاحية ..
وايضاً دهبت إلى أماكن صنع المسيرات في العراق التابع لايران ..
وهي الان تتوجه الى ايران والتي لم يكن ردها ( اسرائيل) مقنعاً رداً على هجوم ايران على اسرائيل… بل هي وصلت ولم ترد بشكل نهائي معطية انذار قوي إلى إيران انها قادرة على الوصول اليها دون ان تعلم وكانت ذلك الاختراق بروفة وسيناريو لما ستقوم به لاحقاً ولكن لهدف يستحق التباهي به  نتنياهو الذي ينتشي الان النصر الحربي على ايران بعد ان حصل على النصر السياسي والدبلوماسي بعد زيارته وخطابه امام الكونغرس وحصوله على الدعم المطلق والأبدي ..
الرد الأيراني :
انبرت ايران فور اغتيال هنية مدير المكتب السياسي لحماس في اجراءات تحقيقة واسعة لمعرفة مصادر الصاروخ او ارض انطلاقه  موجهه الاتهام إلى إسرائيل في حين التزمت إسرائيل رسمياً بالإعلان عن مسؤوليتها عن عملية الاغتيال لا بل أعلنت انها لم تطلق او ترسل صواريخ إلى ايران ..ونفت انها قامت بعمليات ضد ايران بعد عملية اغتيال فواد شكر ..
ومع ذلك هددت ايران انهها سترد بشكل مباشر ضد اسرائيل من خلال جميع اذرعها المنشرة وسيكون الرد موحداً من جميع الدفاعات المتقدمة وستكون ساعة الصفر واحدة وبشكل مباشر ضد اهداف حيوية او عسكرية لإسرائيل وكذلك من المحتمل ان يكون الرد على مصالح اسرائيل في العالم او هجومات على السفارات الاسرائيلية في العالم ..
الهدنة .. لم يعد الان اي حديث عن الهدنة وخاصة انه تم اغتيال الطرف الاساسي والرئيس في الهدنة ( السيد اسماعيل هنية )  فالهدنة اصبحت صعبة المنال ..
والحرب مستمرة في غزة .. وعمليات الاغتيال مستمرة والهدف الرئيسي سيكون قادة المقاومة في غزة … وذلك من اجل عدم وجود رموز سياسية مهمة في حماس يعول عليها لتكون رافضة دائماً ايجاد مكون سياسي يحكم غزة بعيداً عن قادة حماس .. 
ردة فعل المقاومة بعد الاغتيال:
جاءت عملية الاغتيال بعد عشرة أشهر من الحرب وبعد احتلال غزة بالكامل ، وبعد ضرب حصار مطبق عليها ،  وبعد عمليات الابادة الجماعية لشعب غزة ..وستستمر المقاومة في تصديها وصمودها الأسطوري امام اكبر قوة عسكرية مدعمة بالعالم مستخدمة كافة أنواع الأسلحة والعمليات العسكرية والمهام الخاصة .. مع التيقن ان المقاومة لا تختصر باسم معين او قائد معين .. فالمقاومة هي نهج متوارث من خلال عقيدة إيمانية راسخة ما دام هناك احتلال وظلم وطغيان واغتصاب للأرض ..

الرد الاسرائيلي..
تستعد إسرائيل لجميع الاستراتيجيات المحتملة وخاصة ان امريكآ استشعرت بشكل كبير الرد الإيراني ورد الأذرع حيث ستقوم بنشر اكبر دفاعات جوية بحرية وبرية اضافة إلى القوات البريطانية والفرنسية.. وهاهي البوارج الامريكية والغربية قد حطت رحالها دفاعاً عن اسرائيل ضد اي ضربة عسكرية محتملة من قبل ايران او دفاعاتها المتقدمة في اربع عواصم عربية..
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير