الخواجا يكتب: سلاما أبا العبد شهيد الطوفان

{title}
نبأ الأردن -
أعلنت حركة حماس فجر الأربعاء 31 يوليو/ تموز استشهاد رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية في «غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران» بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.
ثلاثة من أبناء هنيّة – الموجودين في غزة – وهم حازم وأمير ومحمد برفقة أطفالهم الصغار، كانوا يهمون بالتوجه لزيارة أقرباء لهم في مخيم الشاطئ للاجئين غربي غزة في عيد الفطر الماضي، إذ إن عدداً كبيراً من أفراد تلك العائلة لم يغادر القطاع، وقبيل وصولهم بلحظات، وبينما كانوا يسيرون في الشارع مستقلين سيارة مدنية، باغتتهم طائرة إسرائيلية بعدة صواريخ، ما أدى لتدمير مركبتهم وتطاير أجسادهم واستشهادهم جميعاً.
هو درب الشهادة الفلسطيني الذي انسكبت على مدارجه الأرواح قبل الدماء، وعند الدماء تخرس الألسنة وتصمت الكلمات، فلا أصدق من الشهادة مهما تبجحنا.
إنها سيرة ومسيرة على دروب النضال والتحرر والكرامة الإنسانية، هي فلسطين أم الشهداء التي تصحو ولا تغفو صبح مساء فتحتضن الدم القاني والأرواح النقيّة لترتقي فضاء العزّة والشموخ.
إن استشهاد أبو العبد الذي قدمت عائلته عشرات الشهداءمثلها في ذلك مثل كل عائلات غزّة وفلسطين.
ولو أردنا حصر عديد الشهداء من قياديي حركة حماس فقط لوجدنا أن غالبيتهم كانوا مشاريع شهادة أو اعتقال أو كلا الأمرين.
فقد قتل عماد عقل في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 1993 حيث حاصرت قوة عسكرية إسرائيلية منزلاً بحي الشجاعية في مدينة غزة.
وقتل يحيى عياش في أوائل عام 1996 وبينما كان يتحدث مع والده في الضفة الغربية جرى تفجير الهاتف عن بعد، إذ تم التعرف عليه عبر صوته.
وقتل جمال منصور أحد مؤسسي حماس وجمال سليم في 31 يناير/ كانون الثاني من عام 2001 حيث قصفت طائرات إسرائيلية بالصواريخ مكتب كانا يتواجدان فيه.
وقتل محمود أبو هنود بواسطة صاروخ اطلقته طائرة حربية على السيارة التي كان يستقلها في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2001.
في 22 يوليو/ تموز 2002 فألقت طائرة حربية قنبلة تزن أكثر من طن على منزل في حي الدرج شرق مدينة غزة أدت الى مقتل صلاح شحادة الذي يعتبر مؤسس كتائب القسام، ومعه 18 شخصا بينهم زوجته ومرافقه القيادي في كتائب القسام زاهر نصار.
واغتالت قوات الاحتلال إسماعيل أبو شنب في 21 أغسطس/آب 2003 باطلاق مروحية عسكرية بخمسة صواريخ على سيارته.
وقتل الشيخ أحمد ياسين رئيس الحركة أثناء خروجه من المسجد بعد أداء صلاة الفجر عام 2004
وقتل عبد العزيز الرنتيسي بعد أقل من شهر من توليه قيادة حماس اغتالته إسرائيل في 17 أبريل/ نيسان 2004 بعد إطلاق مروحية إسرائيلية صاروخا على سيارته في قطاع غزة.
وقتل عدنان الغول وسعيد صيام وأحمد الجعبري ورائد العطار ودرب الشهادة طويل طويل، حتى وصلنا إلى استشهاد إسماعيل هنية بواسطة صاروخ موجّه له من طائرة حربية صهيونية وصلت إلى عمق طهران إيران.
ربما ليس هذا وقت التحليل والتصنيف للمواقف وما يترتب عن استهداف إسماعيل هنية، فالدم ما زال حاراً متدفقاً في حواري وركام غزة الشهيدة. سلاما أبو العبد شهيداً برفقة صحبك من الشهداء السابقين بالارتقاء.. سلاما لكل دم أريق على أرض الشهادة وفي سبيلها.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير