فيصل حرب يكتب: مجدل شمس .. يا أيقونة الفداء والصمود

لقد امتدت يد الغدر والخيانة إلى مجدل شمس الأبية، وهذه المرة إلى صدور أطفالها الأبرياء الذين كانوا يمارسون رياضتهم ببرائة على أرض أحدى ساحاتها القابعة في ظل هيمنة الاحتلال الصهيوني البغيض.

ما يؤلمنا حقاً وكل عربي ومسلم حر شريف، ليست هذه الجريمة النكراء وحدها برغم وحشيتها وفضاعتها فحسب، والتي ما كانت الأولى ولن تكون الأخيرة، إنما ما نشاهده من بعض أقلام وأصوات من يزعمون بأنهم عرب أقحاح ومسلمين راسخون بالدين، حينما يكرسون بأقوالهم وتعليقاتهم ما أراده العدو الصهيوني من زرع لبذور الفتنة والتشرذم في مكونات هذه الأمة، ومساندة اسرائيل في محاولات سلخ أحد مكوناتها عن انتمائه العربي الإسلامي الراسخ في العروق والوجدان والضمير، حيث خنجر الشقيق الغائر أشد إيلاماً و وجعاً من ضربات العدو.

مجدل شمس يا سادة ليست أرضاً اسرائيلية ولن تكون، بل ارض عربية راسخة الجذور، وأهلها عرب أقحاح ينتمون لقبيلة عريقة جذورها ضاربة بأعماق التاريخ وصولات الجهاد والنضال ضد أعداء وخصوم هذه الأمة من قبل وبعد معركة عين جالوت، هذه العشيرة التي أنجبت سلطان باشا الأطرش القائد العام للثورة السورية الكبرى تحت رايات الثورة العربية الكبرى ورفاقه المجاهدين، وشاعر فلسطين والمقاومة سميح القاسم وغيرهم الكثيرين مما لا يتسع له المقام، مسلمون موحدون رفضوا الجنسية الاسرائيلية برغم استخدام كافة وسائل القمع والترغيب والترهيب بحق أهلها الصامدون، وقاموا بطرد قادة وأركان هذا المحتل الغاشم بدءاً من رئيس كيانه مروراً بكافة اقطابه ومعاونيه.

الرحمة والشفاعة لشهداء غزة الجريحة والجولان المكلوم، والشفاء للجرحى والمصابين، ولم الشمل لأهلنا المشردين، وطوبى لكل عاقل في هذه الأمة يمتلك الإدراك واليقين بأننا أمة واحدة مستهدفة من قِبل هذا الكيان المشؤوم، وبأننا نُبحر في مركب واحد ويجمعنا مصير مشترك، وإن ما نفاخر به من روابط القومية والمعتقد واللغة والتاريخ والمصير لهو أكبر بكثير من هذه الأصوات النشاز التي تنعق بالفرقة والخراب، وتصب في مصلحة عدونا المشترك وآلته الإعلامية القائمة على الشرذمة والفُرقة وشق الصفوف ..

فهل ندرك جميعاً خيوط اللعبة الصهيونية الخبيثة، بأن وحدتنا وتلاحمنا وتفويت الفرصة على المحتل والمغتصب هي حبل نجاتنا مما يضمرون لهذه الأمة مجتمعة من الويل والثبور وعظائم الأمور ؟؟