علي سعادة يكتب : قصة "تمخض الجبل فولّد فأرا"

{title}
نبأ الأردن -
تقول الحكاية أن جماعة من المسافرين، أثناء استراحتهم في أحد الوديان، تساقطت الحجارة والحصى من أعلى الجبل، فأصابهم الخوف من وقوع زلزال أو انهيار فهربوا بعيدا، وهم يترقبون ما سيحدث، وبعد أن هدأ الجبل وتوقف تساقط الحجارة، رأوا فأرا يخرج من أحد الشقوق في الجبل ويجري مسرعا بعيدا، فضحك الجميع لما حل بهم من خوف، فقال أحدهم "تمخض الجبل فولد فأرا"، وأصبحت تقال في كل من يتوقع منه الكثير، بينما يكون إنجازه أقل من المتوقع.
أو من يتحدث ويعلو صوته بينما لا انجاز حقيقي يمكن أن يسجل له. كلامه أكبر منه.
في حياتنا الكثير منهم "تسمع جعجعة ولا ترى طحينا" أي تسمع صوت الرحى يدور دون أن ترى طحينا. صوتهم أعلى من أصوات الآخرين لكنهم بلا مضمون وبلا محتوى يعول عليه.
يكثرون من الكلام دون عمل، يصدرون الأوامر، وينتقدون أي تقصير، وهم أصلا عبء على غيرهم.
وعود دون تنفيذ، كلام لا يخرج من قلوبهم، دعاية إعلامية سمجة، صفحاتهم على منصات التواصل تعج بالصور التي يتباهون بها، وشهادت تكريم تشبه التي تمنح للطالب المتفوق في المدارس الأساسية تباع بالمكتبات بعشرة قروش، وحين تحضر مناسبة تخصهم، أو يتحدثون في مكان عام، لا تجد فكرا ولا ثقافة ولا سياسة، ولا حتى "حضور بهي" كما يقولون، كلام في كلام، وحين تتبع سيرتهم الذاتية تجدها فقاعة صابون، وأكياس ضخمة من المشاركات في ندوات وأمسيات، وكتاب شكر من المدير في العمل على عمل عادي وضمن واجباته، وعضوبة أندية ومنتديات بالكاد تسمع عنها .
وتضحكني ألقاب وشهادات خبرة تمنح من قبل جهات لا تعرف موقعها من الإعراب، وغالبية عملهم الذي يتباهون به ممول أم حكوميا أو من جهات خارجية، او وصل إليه بالواسطة وعلى حساب غيره.
خفوا علينا شوية، كلنا نعرف بعضنا البعض جيدا.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير