رانيا حدادين تكتب : "التنمر الصوتي"
من السهل إطلاق الشعارات وحرق مقدرات الدولة وتعطيل السير ورجم الحجارة وشتم الآخر … وتهديده ونزع الأمان من قلب الشعب. ومن جهة أخرى من الصعب التعامل معه بندية وكسب نقاط على الأرض وجعله يرد على الاسئلة بأجوبة لآن ما نحتاجه أداء مؤسسي فعلي من إنسان وطني يدرك ان العبث بمقدرات الدولة وأملاك الغير ليس ملكه وليس أساس الاصلاح وليس نقطة بداية لازالة الفساد وتوابعه.
نستطيع ان نهايط ضد الاخر… بالتنمر الصوتي وفيديوهات لاستقطاب الشباب الذي يعاني من العجز والبطالة ، ومن الفقير الذي لا يجد قوته ومن الغني الذي أكلته الضرائب بوطن بات عاجزاً عن حمايته كمستثمر يعيل الكثير من ابناءه، لكن لا نستطيع التفوق على هذا الفساد بطريقة الفزعة والتعصب العشائري لأننا سنكون في موقف الضعيف ، كل من يدعم بلحظة التفكير بعمق يدرك انها "فشة غل" بقلب الشعب وإن الوطن وأمانه يفوق الحاجة ، وسيدرك من المتحدث ومعنى القائد الحقيقي الذي لا يذهب بمؤازريه الى الزاوية المظلمة بل سيكون الضوء الخافت للإصلاح الذي يبحث عن طريقه لينير الدرب ،الجامع على حب الوطن ومقدراته ، والقائد أيضًا يعرف حجمه وقدرته ومن يجابه فالدولة لا يعلى عليها أحدٍ وإن احترام المؤسسات وادائها والقانون ، هي اول طريق لإيقاف الفساد ، والا سنكون نهايط مع من يبحث عن الزعامة وهو يذهب بنا الى الهاوية ونأسف ونتحمل ما ينتج عن فزعتنا حين يضيع الوطن.