علي السردي يكتب: ميزان القوى والشجاعة لا عاش الجبان يوماً

{title}
نبأ الأردن -
الأصل ان تبقى شجاعاً حتى آخر لحظة حتى لو انعدمت القوة، وضعفت الى اخر حد ومهما بلغت من الضعف؛ لان الشجاعة لا علاقة لها بالقوة بل لها علاقة بقوة القلب، حتى وان ضعفت الجوارح.

يصعب على الكثير من الناس فهم ميزان الشجاعة وميزان القوة في آن واحد، حيث يعتقدون بانه اذا امتلك الشخص القوة، فإنه حتماً شجاع، لكنه اذا ما جرد من قوته سيكتشف بانه ليس كذلك، وما هو الا وغدًا لا يعادل في ميزان الشجاعة ضبعاً ينتظر الأسد حتى يفرغ من فريسته ليأكل ما بقي له من بقايا الضحية التي ذهبت جلها في بطن الأسد.

في ميزان القوة، قوتك تمثل  نسبة الاقتراب من مركز القوة الذي تستمد منه قوتك، فعلى سبيل المثال يعتبر المجرم قويا في مكان تجمع المجرمين الذين يؤازرونه، لكنه كلما ابتعد عن هذا التجمع فقد شيئا من قوته حتى تخور قواه، وكذلك رجل السلطة  الذي يبقى قوياً طالما هو في مكان تجمع القوة الأمنية، التي تأتمر او تنفذ الأوامر بشكل جماعي قوي، لكنه اذا ابتعد عن هذا التجمع الذي يمنحه القوة عليه ان يظهر جانب الشجاعة الذي لديه - ان كان موجوداً - حتى يبقى  قويا الى النهاية، والا فإنه سيكون مختلا في مقياس الشجاعة، قويا في ميزان القوة وفي دائرة السلطة التي سيضعف اذا ابتعد عنها.

الشجاعة والقوة تبرزان في مواقع كثيرة منها ساحات القتال التي نراها، ودوائر الصراع التي نعيشها، فمثلا تجد الجندي الصهيوني متسلحا بقوته لكنه ليس شجاعا البتة ولا علاقة له بها اذا ما وجد نفسه في مواجهة متساوية القوة مع الإنسان المقاوم لشره وطغيانه .

لكل امرءِ لديه سلطة اقول : تحلى بالشجاعة لان الشجاعة هي الأساس فاذا انعدمتها قيل عنك لا عاش الجبان يوماً.

يقول نيل جايمان ان الشجاعة لا تعني انك لا تخاف ابدا لكنك دائما تفعل الصواب ولو كان هنالك عقاب.

يظن صاحب السلطة احيانا انه سيحظى بشيء من الاستعطاف من قبل الاخرين لانهم يخشون قوته لكنه يتفاجأ بكم الشجاعة لدى الضعفاء الشجعان الذين يخرجونه عن طوره فيسيء التصرف ويقع في الأخطاء.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير