أمل خضر تكتب: الحق الضائع

{title}
نبأ الأردن -
ما جعلني أكتب تحت هذا العنوان بشاعة بعض الذين يجلسون على الكراسي، حتى الكراسي أحجام، تبدأ من الصغير إلى الكبير؛ وبعض أصحاب الكراسي يتحكمون بأرزاق البشر.
أعلم وأؤمن أن الرزق من الله، وأن الله سيحاسبني ويحاسب كل شخص يسكت عن الظلم، فمن هذه الفئة من يتحكمون بقوت ورزق البشر، فقط للمزاجية والعلاقات الشخصية. أقسم بالله أن نفسي لم تعد تطيق دنيا فيها من الظلم والفساد والترهل الإداري والمقاييس المقلوبه والقوانين التي يشكلونها حسب أهوائهم. كفى ظلما وتجبرا، وإلى متى سيبقى بعض المسؤولين على طغيانهم؟! ألا توجد مخافة الله؟.
يدفغني ويدفع الشرفاء في وطني إلى الكتابة ذاك القهر والوجع المكبوت، والظلم الذي خلف التهابا لدرجة أصبح من الضروري عملية البتر، فرغم سكوت الكثيرين إلا أنني لا أستطيع إسكات قلمي الذي ماتعود أن يكون جبانا مهما كان الثمن.
ولنتذكر هذه القصة: كان يا ما كان في قديم الزمان و سالف العصر و الأوان، مملكة يحكمها أسد متجبر، وكان هذا الأسد مستبدا برأيه لا يسمح لاعوانه بمعارضته، و كان يقرب إليه من حاشيته ابن آوى والحمار، وجعلهم رواد القرار.
اما الرعية فكانت تهابه ما عدى الفيل و الذئب؛ لأن مبدأهما الصدق و الدفاع عن الحق حتى ولو على رقابهما.
وذات يوم خرج الأسد في أهل الغاب ليبلغهم قراره الصادر يومها، وهو أن يقتص كل يوم من أحد حيوانات الغابة، فجزع أهل الغابة و احتاروا في أمرهم.
فإما أن ينفذوا ما يأمر الأسد أو ينقرض الغاب بمن فيه، أو أن يثوروا عليه. فقرروا أن ينتفضوا ويخلعوه، فانتفضوا عليه، غير أن ابن آوى سبقهم و احتال عليه بخدعة إذ ذهب به إلى بئر عميقة موهما إياه أنها تحتوي ذهبا و كنوزا، فرماه فيها فمات الأسد، و صار ابن آوى حاكما، فاطمأن أهل الغابة له واستحسنوه لأنه كان يظهر العدل والورع والتقوى، فقد كان حكيما، وكان يقرب الذئب و الفيل اللذين كان يعتبرهما الأسد أعداء، وبعد مدة من حكمه انقلب و صار مستبدا، وذات يوم قال لأحد حاشيته: أهل الغاب حمقى لا يعرفون أن الملك هو الملك، و أن من يرغب بالعدل يفتك بنفسه ويخسر الحكم.

تذكروا كلمات سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين واحفروها في شرايينكم لتسري فيها كما يسري الدم بعروقكم، "لقد بني هذا الوطن بجهود من آمن به من أبنائه وبناته، وعملوا وكافحوا وتميزوا، وواجبنا أن نبني على جهودهم، وخياراتنا اليوم ستصنع مستقبل الأجيال القادمة، فلنعمل معا بثقة وإيمان وتكافل، لنوفر الحياة الكريمة لشعبنا في وطننا العزيز، في الحاضر وفي المستقبل،
وفقنا الله جميعا للاضطلاع بمسؤولياتنا، خدمة لوطن نعتز بانتمائنا إليه ونفخر بما أنجز. لا حدود لثقتي بأبناء شعبي الغالي وبناته، فأنتم مصدر العزيمة ومنبع الأمل، وخدمتكم هي غايتي التي نذرت كل حياتي لها".

ورسالتي إلى أصحاب المناصب الذين يستبدون ويظلمون، إنني أعجب منكم وقد حباكم الله بمدرسة تتعلمون منها التسامح والتواضع والعمل للشعب والأرض، إنها مدرسة الهاشميين، انظروا إلى سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني - حفظه الله- بتواضعه وسعة إدراكه وثقافته وتسامحه؛ إنه يعمل لصالح وطنه وشعبه وبعض المسؤولين مع الأسف لا يسيرون على نهجه.
حفظك الله أبا الحسين، وأدام الله عزك، وحفظ الأردن بشعبه الطيب وأرضه الكريمة.
تابعوا نبأ الأردن على