زهدي جانبيك: الأهداف الاسرائيلية المستحيلة

{title}
نبأ الأردن -
وضع الأهداف او الرؤية الكبيرة هي بحد ذاتها اسلوب ادارة استراتيجية للأمة وليس للافراد والمؤسسات فقط. 
وهي سياسة تربوية اساسا تدخل في صناعة قيم الامة التي تستحق الدفاع عنها. 
الفرق بيننا وبينهم: 
يقال في اللغة الإنجليزية:
 "think big", "act bold"، "try hard"، and "aim high". 
وهي تعابير تطالب الفرد ان يفكر بالأمور الكبيرة وان يتصرف بجرأة وشجاعة ومبادرة، ويبذل اقصى جهد، ويضع لنفسه أهدافا كبيرة. 
بينما يقال في العربية:  
"على قد لحافك مد رجليك"، "من كبر حجرة ما ضرب"، ... حتى في المدرسة كانوا يعلموننا قصة الراعي الذي يملك جره سمن وفي يده عصا وكان يحلم (يطمح) ان يبيع جره السمن ويشتري الغنم وينمو ويشتري مزرعه وقصرا ويتزوج وينجب ابناءا بارين مطيعين، فإن رفض أحدهم امرا قام الاب بضربه بهذه العصا هكذا (بحلم اليقظة) ويحرك عصاه فيقوم بكسر الجره (في الواقع) ويطير حلم الراعي وينتهي طموحه بسبب أهدافه الكبيرة. ... 
الرسالة: لا تحلموا بتحقيق أهداف كبيرة. 
ولو سألت اي فرد من تلك الاجيال لتذكروا هذه القصة بحذافيرها ، فقد تم غرسها في عقولنا.
اما هم:
فيفتح طفلهم عيناه على راية تقول "اسرئيل من النيل الى الفرات" ... 
وهكذا هي الاهداف الكبيرة تربي البشر على العمل والاجتهاد والابداع ... والاهم: الاستمرار بالعمل حتى تحقيق الهدف. 
حاليا وعسكريا: 
القضاء على "حركة المقاومة الاسلامية"، هو هدف اسرائيلةالمعلن... ولن تتوقف الحرب حتى تحقيق الهدف. ... هكذا بدأت اسرائيل حربها على غزة.
واليوم تريد ان تبدأ حربها على لبنان "بهدف" : 
تدمير حزب الله او انسحابه إلى شمال الليطاني، هذا هو ما اعلنته اسرائيل ولن تتوقف حتى تحقيق هذا الهدف ...
داخل اسرائيل: 
الهدف الحقيقي لإسرائيل هو استنهاض همة الجيش والشعب الصهيوني للاستمرار في القتال والحرب وعدم اليأس وعدم التوقف حتى تحقيق هذه الأهداف المستحيلة من وجهة نظرنا ... والضرورية لصراع البقاء من وجهة نظرهم. 
في المفاوضات: 
تدعي اسرائيل ان اي تراجع عن هدفها المعلن هو تنازل منها عن حق ثابت لها يستوجب من الطرف الآخر تنازلات مماثلة عن حقوقه الثابتة...  
لاحظ معي كيف تراجعت حماس عن الحديث عن الأقصى في المفاوضات مع انه كان أحد أهداف الطوفان ...مقابل تراجع لفظي عن هدف تدمير حماس ... 
لاحظ ايضا تراجع اهداف حماس إلى المطالبة بالانسحاب من غزة فقط ليس فلسطين ...وليس الضفة الغربية ، فقط الانسحاب من غزة...وهكذا، تتراجع اسرائيل عن جزء من الأحلام...مقابل تنازلات فلسطينية عن حقوقهم على أرض الواقع.
الهدف الفلسطيني: 
الهدف الفلسطيني يجب ان يكون تحرير فلسطين من النهر إلى البحر ... حتى لو رأى العالم كله ان هذا هدف مستحيل، يجب ان يبقى هذا هو هدف الفلسطينيين ومن ورائهم العرب والمسلمون .... واي تنازل بسيط عن هذا الهدف يجب ان يكون ثمنه غاليا جدا من الطرف الاخر ... 
ملاحظة اخيرة:
تحديد الهدف مسألة نفسية ايضا...لاحظ ان اسرائيل لا تقول ابدأ انها تريد تدمير "حركوا المقاومة الاسلامية"... حتى لا تستفز المشاعر الاسلامية ...وتتعامل مع كلمة "حماس" وكأنه اسم لحركة إرهابية وليس رمز المقاومة الاسلامية للظلم والظلام الصهيوني.

تابعوا نبأ الأردن على