حمادة فراعنة يكتب : ضرورة الاعتذار الفرنسي

{title}
نبأ الأردن -

صدمنا الرئيس الفرنسي في موقفه ضد الإسلام والمسلمين، وإجراءاته التعسفية المتسرعة غير المنطقية، غير المقبولة، المرفوضة مبدئياً وإجرائياً من دولة يُفترض أنها عصرية وصديقة، ولديها أجهزة وخبرات تُدرك معنى العقائد، وضرورة احترامها لقيم الآخر الدينية والتراثية المعمرة والثابتة والساكنة في نفوس المؤمنين وقناعاتهم.
فرنسا إحدى الدول المتقدمة وثورتها العصرية التقدمية ومفكريها علمونا معنى العلمانية، وهو مفهوم قد يكون غير محبذ في الشرق، ولكنه يدلل بعمق في أحد أهدافه احترام قناعات الآخر، ورفض الأحادية، والإقرار بالتعددية، أي احترام حق الإنسان في التدين، مثلما يملك حق أن لا يكون، القوانين والإجراءات عندهم تسمح وتقر وتحترم الدين مهما كان عنوانه، ونحن المسلمين أبرز الديانات التي تُقر بمن سبقها من اليهودية والمسيحية ومثلما نحترم سيدنا محمد كنبي ورسول وصاحب رسالة، ننظر باحترام بنفس القيمة لمن سبقه من الأنبياء والرسل ورسالتهم للبشرية من سيدنا إبراهيم أبو التوحيد، إلى سيدنا موسى، وسيدنا عيسى، وهكذا لا نفرق بين أنبيائه ورسله، فهم مبعوثون للبشرية هداية ووعياً وتهذيباً.
والاختباء خلف الدين بتطرف وانتهازية ظاهرة عابرة للأديان، لا تقتصر على دين دون الآخر، فالحملات الأوروبية الاستعمارية قبل قرون داهمت الشرق العربي تحت رايات الصليب المسيحي لتطهير بلاد الشام من الإسلام والمسلمين، والصهيونية لا تقل سوءاً عن الحملات الصليبية لتطهير فلسطين من أهلها المسلمين والمسيحيين تحت شعار إقامة وطن لليهود، باعتبارهم شعبا بلا أرض على أرض بلا شعب، فعملوا على إنهاء وتطهير وتصفية الوجود العربي الإسلامي المسيحي من الفلسطينيين على أرض وطنهم، وتخفت الصهيونية خلف اليهودية ووظفتها لإقامة الدولة اليهودية في فلسطين ولا زالت!!.
ولدى المسلمين من فعل الأمر نفسه عبر القاعدة وداعش وغيرهما، لتطهير أرض المسلمين من الآخر، مع أن الأميركيين والأنظمة الإمبريالية الأوروبية المماثلة، وظّفت أدواتهم في العالم الإسلامي وبلدانه لمواجهة الشيوعية والاشتراكية وتحت شعارات كذابة من التضليل، حتى انتهت الحرب الباردة، فوقع الصدام بين حلفاء الأمس وكانت ذروته أحداث سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة على يد القاعدة الحليف السابق لواشنطن في أفغانستان خلال الحرب الباردة.
جريمة قتل المدرس الفرنسي على يد الشاب الشيشاني المتزمت مرفوضة بالنسبة لنا، كما هي الأحداث المتعددة التي وقعت عندنا ومست العديد من الأردنيين والعرب والمسلمين والمسيحيين ولذلك نحن نرفض العنف ضد الآخر مهما كانت دوافعه وشكله، ونؤمن بالتعددية والحوار والشراكة، ونعتقد أن ما فعله الرئيس الفرنسي سقطة غير مبررة، يجب التراجع عنها والاعتذار بسببها خاصة أن ملايين من الفرنسيين هم من المسلمين، ولأن فرنسا تربطها علاقات الاحترام المتبادل مع العديد من البلدان العربية والإسلامية، فهل يفعلها الرئيس الفرنسي ويملك شجاعة التراجع والاعتذار؟؟.


تابعوا نبأ الأردن على