توفيق الحناوي يكتب : عن التعازي في "وسائل التواصل"

{title}
نبأ الأردن -
لاحظت أن البعض ينتقد كثرة رسائل التعازي، على وسائل التواصل ، عند وفاة شخص ما ، ويقترح أن تقتصر على أهل المتوفى ، وربما لمرة واحدة ٠٠ بينما يعتبر البعض الآخر أن من حق كل إنسان نشر رسائل التعازي باسمه ، للتعبير عن مشاركته أهل المتوفى ٠٠ وهناك من ينشرون رسائل تعزية قبل أن يقوم ذوو المتوفى ، أو المتوفاه بنشر النعي وتأكيد الوفاة ٠٠
ولست هنا بصدد تقييم هذه الإجراءات ، لكن الملاحظ أننا بدأنا نناقش الأساليب في نشر رسائل التعازي ، وكأنها أصبحت الطريقة المثلى ، والوحيدة لمشاركة بعضنا في مناسبات الأتراح ٠٠
إن ماأود قوله أن وسائل التواصل  قد أصبحت البديل عن المشاركات الشخصية ، ولا بد من الإعتراف بأن أزمة كورونا أدت إلى إنقطاع التواصل ، بكافة أشكاله بين الناس،وهذا كان أمراً طبيعيًا في ظل التعليمات الصحية المتشددة ٠٠لكن الملفت للنظر أنه ، وبعد انتهاء أزمة كورونا ، استمرت حالات العزوف ، لدى الكثيرين ، عن تأدية الواجبات التي كانت في السابق أمر مفروغ منه ٠٠
وأعتقد أن الكل يلاحظ بأن المشاركة في مناسبات العزاء قد تقلصت بشكل كبير في الآونة الأخيرة ، وبتنا نلاحظ أن الكثير من مناسبات العزاء تقتصر على قاطني المنطقة ، وتخلو من تواجد أي شخص من منطقة أخرى ، وهذا لم نعتاد على حصوله من قبل ٠٠
   أتمنى أن لاتتحول علاقاتنا الإجتماعية إلى " العمل عن بعد " ، فاللقاءات الشخصية والمشاركات الفعلية تبعث في النفوس الثقة والراحة والأمان ، وأشير بشكل خاص إلى مناسبات العزاء ، التي أرى أن من واجب كل واحد فينا المشاركة ، كلما أمكن ذلك ، فهي الوسيلة للتكاتف وتبادل المشاعر الصادقة ، والتخفيف عن المكلومين ، وترسيخ فكرة ومفهوم المجتمع المثالي ٠٠
والله يحفظكم ويوفقكم لما فيه الخير والصلاح.
العميد المتقاعد توفيق الحناوي
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير