د. بشير الدعجه يكتب: "فوضى السفر: أردنيون بدون ترتيبات في بريطانيا يعرضون أنفسهم وبلادهم لمواقف محرجة"

{title}
نبأ الأردن -
في الآونة الأخيرة، شهدت بريطانيا تزايداً في عدد الأردنيين الذين يصلون إلى أراضيها دون أن يكون لديهم حجوزات فندقية مسبقة أو تذاكر طيران للعودة إلى الأردن... بالإضافة إلى ذلك، يفتقر الكثير منهم إلى الأموال الكافية لتغطية نفقاتهم الأساسية خلال إقامتهم... هذا الوضع يضعهم في مواقف صعبة ومحرجة، ويؤدي في العديد من الحالات إلى احتجازهم من قبل السلطات البريطانية  التي تدقق كثيرا على ذلك....وإعادتهم إلى الأردن.

هذا السلوك لا يقتصر فقط على الإحراج الشخصي، بل يتعدى ذلك إلى المسائل الأمنية... عندما يصل فرد إلى بلد أجنبي دون ترتيبات مسبقة، يعتبر ذلك سلوكاً مشبوهاً قد يثير قلق السلطات المعنية، خاصة في دول مثل بريطانيا التي تتخذ إجراءات صارمة لحماية أمنها الداخلي... إن عدم وجود خطة إقامة أو تذاكر عودة يثير الشكوك حول نوايا الزائر، مما يدفع السلطات إلى اتخاذ إجراءات سريعة قد تشمل الاحتجاز والتحقيق، ومن ثم الإعادة إلى البلد الأم.

بجانب الأبعاد الأمنية، فإن هذا التصرف يساهم في تشويه صورة الإنسان الأردني في الخارج.... الأردن يتمتع بسمعة طيبة على الساحة الدولية، ومثل هذه المواقف تساهم في تقويض هذه السمعة... عندما يتم تكرار مثل هذه الحوادث، تبدأ السلطات البريطانية في تشديد إجراءاتها على جميع الأردنيين القادمين إليها، مما يجعل الأمور أكثر صعوبة وتعقيداً للمسافرين الآخرين الذين يأتون بترتيبات قانونية وشرعية..

الأردنيون الذين يرغبون في السفر إلى بريطانيا يجب أن يكونوا على دراية كاملة بمتطلبات السفر والإقامة هناك.... هذا يشمل التأكد من وجود حجز فندقي أو مكان للإقامة، وتذاكر طيران للعودة، وأموال كافية لتغطية النفقات اليومية... التهاون في هذه الأمور يمكن أن يعرض المسافر لمواقف غير مرغوب فيها، وقد ينتهي الأمر برحلة سياحية تتحول إلى تجربة مريرة ومحبطة.

إن السفر إلى الخارج تجربة غنية وممتعة، لكنها تتطلب تخطيطاً دقيقاً ووعياً بالتفاصيل الصغيرة التي قد تحدث فرقاً كبيراً... الأردن يُعرف بكرم ضيافته وأصالته، ويجب أن نسعى جميعاً للحفاظ على هذه السمعة الطيبة في أي مكان نذهب إليه.

من الضروري أن تتخذ السلطات الأردنية إجراءات حازمة لضمان عدم مغادرة أي مواطن أردني إلى بريطانيا دون التأكد من استيفائه لكافة الإجراءات والمتطلبات التي تركز عليها السلطات البريطانية.... يجب أن تشمل هذه الإجراءات التأكد من وجود حجوزات فندقية مؤكدة، تذاكر طيران للعودة، وأموال كافية لتغطية نفقات الإقامة... يمكن أن تسهم هذه الخطوة في حماية المواطنين الأردنيين من الوقوع في مواقف محرجة أو غير قانونية، بالإضافة إلى الحفاظ على سمعة الأردن الدولية وتجنب تشديد الإجراءات على بقية الأردنيين المسافرين إلى بريطانيا في المستقبل.... مثل هذه الخطوة الاستباقية تعكس حرص الأردن على رعاية مواطنيه وضمان سلامتهم وراحة بالهم خلال سفرهم.

في النهاية، إن الحفاظ على سمعة الإنسان الأردني في الخارج هو مسؤولية فردية وجماعية... يجب أن ندرك أن تصرفاتنا الشخصية تعكس صورة بلدنا وثقافتنا... لذلك، فلنكن دائماً على قدر المسؤولية ولنظهر أفضل ما لدينا من خلال الالتزام بالقوانين والإجراءات والتصرف بحكمة ووعي... السفر هو فرصة للتعلم والتعرف على ثقافات جديدة، فلنجعل من كل رحلة تجربة إيجابية تضاف إلى رصيد سمعتنا الطيبة...وللحديث بقية..

#د. بشير _الدعجه
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير