بلال حسن التل يكتب : الطراونة يدق ناقوس الخطر
نبأ الأردن -
عندما يطفح الكيل، وينفذ الصبر برجل مثل الاستاذ عبد السلام الطراونة، المشهود له بسعة الصدر، والقدرة على التحمل، وشدة الحذر، والنظر إلى الجزء المتلئ من الكأس، والقدرة في البحث عن الاعذار لمن يخطئ، والرجل الذي ماغادر مربع الولاء للاردن ولنظامه السياسي، والرجل الذي فهم سياسة الدولة الاردنية وانحاز الى مواقفها، ودافع عنهما لعقود طويلة سواء في إذاعة المملكة الاردنية الهاشمية، او في مؤسسة الاذاعة والتلفزيون او من خلال ترؤسه لتحرير كبريات الصحف الاردنية كالراي والدستور وصوت الشعب، او ككاتب للتعليق السياسي في الاذاعة الاردنية ايام محدها، او كاتب للمقالات في الصحف اليومية او الأسبوعية وكلها دفاعا عن الاردن.
عندما ينفذ صبر هذا الرجل فيدق ناقوس الخطر،، في مقال طويل نشره مؤخرا، ليعلن احتاجاجه على ماوصلت اليه الأحوال في بلدنا سياسا واقتصاديا واجتماعيا، معلن رفضه لسياسة هندسة الاحزاب والانتخابات، ورفضه لتسيد النفاق والمنافقين للمشهد، مؤكدا رفض الاردنيين للضبية في التعامل معهم ورفضهم مايلسمونه من تعدد المرجعيات. ب فان ذلك يحتم على الجميع، وقفة جادة لمراجعة حقيقية لما يجري في بلدنا وحوله.
اختار الاستاذ عبد السلام الطراونة الشهيد وصفي التل كمدخل للحديث عن مايجري في الاردن وللاردن، فقد صار الشهيد وصفي رمزا يستحضره الاردنيون كلما اصابهم أمر خيرا كان او شرا ، وكان اخر ذلك عندما ضجت الملاعب ومواكب الفرح مطلع هذا الأسبوع بالهتاف للشهيد وصفي و استحضار روحة حتى من اجيال لم يكن ابائها قد ولدوا عندما استشهد وصفي.ومع ذلك فان هذه الاجيال تستحضر وصفي كلما افتقد الاردنيون زمن الولاية العامة لحكوماتهم، وكلما حن الاردنيون الى العلاقة الوطنية السلمية بين المعارضة والدولة والتي تحول المعارضة الى قوة بناء للدولة، في اطار التعددية الفكرية و الحزبية، بعيدا عن هندسة هذه التعددية، وبعيدا عن محاولات الاستيلاد القصري لبعض الأحزاب.
استحضر الاستاذ عبد السلام الطراونة وصفي التل، كما يفعل كل الاردنيين عندما يضجرون من الضبابية وتعدد المرجعيات التي توقع حكوماتهم في تناقضات فاضحة، وتربك حياة الاردنيين وتضعف ثقتهم بمؤسسات دولتهم. خاصة في ظل ارتفاع صوت النفاق والمنافقين الذي صار الصوت المفضل عند جل المسؤولين في الحكومات الاردنية المتعاقبة، هذا الصوت المأجور يزين الخطاء ويجمل الخطيئة لذلك يطرب الغانية، فتتفاقم في البلاد آفة الفقر والبطالة، وهي كلها قنابل موقوته دق الطراونة ناقوس الخطر محذرا منها قبل ان تنفجر في وجه من لا يسعى الى مواجهتها.

























