بلال حسن التل يكتب: قراءة متأنية في انتخابات الجامعة الاردنية

{title}
نبأ الأردن -
القراءة المتأنية والمحايدة لانتخابات الطلبة في الجامعة الاردنية، لا تقود الى تفائل بمستقبل التحول المدني في بلدنا، لأسباب كثيرة اهمها: ان مؤسسات التغير المجتمعي، ومنها الجامعات تنقاد لرغائب المجتمع بدلا من ان تقوده، وتتأثر به سلبا بدلا من ان تؤثر به ايجابا.لذلك ظهرت في انتخابات الجامعة الاردنية كل النعرات و الانتماءات الجانبية، وغابت الهوية الوطنية، فقد تشكلت معظم القوائم الانتخابية على اسس جهوية وعشائرية المفهوم السلبي للعشائرية،ولعل هذا سبب رئيس للأقبال على التصويت، وهو ما بدى واصخا بعد ظهور النتائج حيث امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالتهاني لابناء تلك القبيلة وتلك العشيرة،لفوزهم بانتخابات الجامعة!. مما يعني ان فكرة المجتمع المدني والترشح ثم الانتخاب على اساس الانتماء الحزبي والتنافس البرامجي مازالت بعيدة المنال حتى في جامعاتنا، فما بالك في المجتمع الذي تنقاد له هذه الحامعات.وهذا اخفاق تتحمل مسؤوليته إدارات الجامعات وهيأتها التدريسة، وقبلها مناهج التعليم في مدارسنا.
كما تتحمل مسؤوليته وزارة الشباب، وكل المؤسسات التي اصمت اذاننا بالحديت عن الشباب الاردني واعدادهم وتمكينهم.

كذلك فان عدد المشاجرات التي رافقت العملية الانتخابية في الحامعة الاردنية والتي اتسمت بالعنف، اكدت ان العنف الجامعي مازال سيد الموقف في الجامعة، وهو انعكس للعنف المحتمعي المتصاعد في بلدنا، وهذا اخفاق يسجل أيضا ضد الهيئات الجامعية في بلدنا، الأكاديمي منهاوالاداري، فقد كان ومازال على هذه الهيئات ان تهتم بالنشاطات التربوية، وتلك التي تساعد على أعداد الشباب الاردني لما يناسب بناء المجتمع المدني، بدلا من إنشغال هذه الهيئات بالأنشطة ذات المردود الاعلامي،والذي لايفيد في معالجة مشكلات الجامعات ومنها العنف الجامعي، وهو عنف يؤكد ان محتمعنا مازال بعيدا عن لغة الحوار، والاحتكام الى نتائج صناديق الانتخابات.
 
كما ان انتخابات الجامعة الاردنية التي جرت في ظل اقرار تنظيم العمل الحزبي داخل الجامعات ، عكست حقيقة الاوزان الحزببة في بلدنا، حيث يترسخ ثقل الوجود الإسلامي في الساحة الحزبية الاردنبة، بينما تظل الاحزاب ذات الاتجاهات الاخرى مجرد ظاهره صوتية، او ورم سرطاني، حيث لم تحقق اي فوز في انتخاب الجامعة الاردنية.

كما بينت انتخابات الجامعة الاردنية انه مثل كل الحديث عن ترببة الشباب الاردنى وتمكينه، كذلك الحديث عن المرأة وتمكينها حيث كشفت انتخابات الجامعة الاردنية ضعف الإيمان بدور المرأة وتمكينها بدليل قلة عدد الفائزات في تلك الانتخابات، فاذا كان هذا حال الإيمان بقضية المرأة وتمكينها في ام الجامعات الاردنية واكثرها تنوعا مناطقيا فكريا فكيف حالها في المناطق التي جاء منها طلبة الجامعة؟ .

خلاصة القول في هذه القضية :ان انتخابات الجامعة الاردنية تصلح كنموذج ندرس فيه حقيقة توجهات مجتمعنا، وحقيقة قواه الفاعلة المؤثرة، بعيدا عن خداع النفس، وحتى لاينفحر الغم في وجوهنا .
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير