زهدي جانبيك يكتب : اين اوصلنا جرب الابل

اذا أصيبت الابل، (البعران) بالجرب يتم معالجتها بمواد كيماوية بيطرية ... او يتم معالجتها "بمرشات البعران" وهي برك من القطران ، او برك المنتجات النفطية، او برك الطين البحري والمياه المالحة... الى آخره

وليس هذا موضوعنا، ... فالأمر اخطر من ذلك، اذ أثناء تصفحي الفيسبوك وجدت موقعا يعرض فيه أحدهم فيديو يصور "مرشا للبعران" في الصحراء، وتحدى أصدقاءه على الصفحة ان يعرفوا ماذا الذي يحدث امامهم ...

بعض الأصدقاء قال ان هذه بركة لمعالجة الابل من الجرب فيها بواسطة الطين والقطران....

احد المعلقين من غزة الصمود كتب معلقا: انهم في غزة يحتاجون هذا العلاج لكثرة انتشار الجرب والقمل... يقصد بذلك الشكوى مما وصل اليه الحال.

وبدأ الاكشن:

ودون اي سابق إنذار، كتب أحدهم معلقا ان من يحتاجون ذلك فعلا هم ملالي الشيعة الذين اوصلوكم إلى هذا الوضع وسلموكم الى الصهاينة ليقتلوكم، ولم ينس الكاتب ان يرفق بعض الشتائم ...

فورا تدخلت احداهن وكتبت: وانت شيوخك وحكامك ماذا فعلوا وماذا قدموا غير الخيانة، والتعاون مع الصهاينة. ... ؟

فرد عليها ثالث وكتب معلقا: لا تضيعي وقتك معنا وروحي لحقي حالك باكم شوط متعة ...

فتدخل رابع ورد عليه معلقا: ايقظ شعبك وحكامك من نومهم ومتعتهم اولا، وليفعلوا ما فعلناه من لبنان عندما قصفنا الصهاينة، وما فعلنا من العراق عندما قصفنا الاميركان، وما فعلناه من اليمن عندماحاصرنا الصهاينة وقصفنا بواخرهم وسفنهم...

وعندما يستيقظ حكامك من نومهم وخمورهم وجسورهم الجوية والبحرية والجوية الداعمة للصهاينة ارجع وكلمني.

عندها غادرت الصفحة، فقد ابتعد الأمر كثيرا عن "مرش البعران"....

كيف وصلنا إلى هنا؟

كيف اصبح العدو الصهيوني القاتل صديقا؟ وحليفا، وشريكا استراتيجيا لبعضنا؟

كيف تغير اتجاه فوهات البنادق والمدافع بعيدا عن الصهاينة؟

كيف نسينا ان اساس مصائب الامة هم الاميركان والانجليز والصهاينة؟

كيف اقنعونا بأنهم ليسوا العدو؟ وان الصهاينة ليسوا عدونا ...

كيف اقنعونا ان التعامل والتطبيع مع الصهاينة مقبول ، ...ولكنه مرفوض مع إيران والصين وروسيا وتركيا ؟؟

كيف أصبح صديقهم صديقنا ، وعدوهم عدونا حتى لو كان ابن ديننا وجلدتنا...؟

كيف تمكنوا من تحويل كل حواراتنا الثقافية ، والاجتماعية، والفكاهية إلى حروب بيننا ...ووقفوا هم يتفرجون على هبلنا وجهلنا ...

معقول ان يتحول سؤال عن "مرش البعران" إلى حرب بين الشيعة والسنة؟؟ نسي المشاركون فيها ان الصهاينة والاميركان هم الذين يقتلوننا صباح مساء ...