عريب الرنتاوي يكتب: غزة بين شارعين... لماذا صمتنا حين نطقت شوارع الغرب وجامعاته؟

{title}
نبأ الأردن -
تكشّفت حرب التطهير والإبادة، التي تشنها "إسرائيل" على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة للشهر الثامن على التوالي، عن مفارقتين صادمتين، واحدة بالمعنى الإيجابي العميق للكلمة، والثانية بالمعنى السلبي، العميق أيضاً. المفارقة الأولى انتصار "الشوارع" والجامعات الغربية للحق والعدالة والإنسانية المذبوحة في القطاع الصامد، الصابر والمقاوم. والثانية خذلان "الشوارع" والجامعات العربية (إلا من رحم ربي) لعشرات آلاف الضحايا الأبرياء، من نساء وأطفال وشيوخ، في القطاع. وأحسب أنه سيكون للمفارقتين معاً، تداعيات من طبيعة استراتيجية، طويلة الأجل، ستتظهّر في مرحلة ما بعد الحرب. في الحالة الأولى، تبدّى لنا أن ثمة "مجتمعات عميقة" في الغرب، في مقابل "دوله العميقة" التي أعلنت أغلبيتها انحيازاً لاأخلاقياً، وفي بعض الحالات، شراكة حقيقية فعّالة في سفك الدم الفلسطيني. خرجت الجماهير الغاضبة في لندن وباريس وبرلين وغيرها من مئات المدن الأوروبية والأميركية إلى الشوارع، تعبيراً عن الإدانة والغضب بسبب جرائم الإبادة التطهير، وانتصاراً للعدالة من أجل فلسطين. وكانت "انتفاضة" الجامعات الغربية، بدءاً بالأميركية، إيذاناً بانقلاب المشهد، وتطوراً نوعياً ملموساً، لن تمحى آثاره لأعوام متعددة مقبلة، وسيكون لها الأثر في إعادة تشكيل النخب والسياسات في عواصم الغرب، أقله، لإدخال قدر من الاتزان والتوازن في مواقفها وسياساتها وسلوكها حيال "حرب الأعوام المئة" بين الفلسطينيين والصهاينة..
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير