أمل خضر تكتب: الانتخابات البرلمانية
نبأ الأردن -
إن أهمية المشاركة الانتخابية تكمن في أهمية شعور الناخب بمدى تأثير صوته الانتخابي في العملية الانتخابية، وكلما كان لصوت الناخب في العملية الانتخابية تأثيراً قوياً، أكد هذا التأثير أن المسيرة الديموقراطية تسير على نهج سليم في البلد الذي تعقد فيه الانتخابات، سواء كانت انتخابات نيابية أو بلدية.
لقد اعتادت الأوطان التي تعمل على ترسيخ مبادىء الديموقراطية الحرص على نزاهة وعدالة العملية الانتخابية؛ لضمان تعزيز الديموقراطية النابعة من اختيار الشعب لممثليه، وأن الصوت الانتخابي يستطيع أن يقلب الموازين السياسية إذا نظمت الانتخابات وفقاً للشروط القانونية والدستورية التي يحددها القانون والدستور، ولذلك فعدم المشاركة الانتخابية في بعض البلدان يعكس عدم ثقة الشعب في النظام، وفي التزام النواب تجاهه!
وعليه، فالشعب الذي يعاني من عدم إخلاص نوابه وممثليه، يعاني من مشاعر الإحباط التي تدفعه إلى مشاعر عدم جدوى المشاركة في صنع القرار السياسي؛ لكونه يدرك أن المشاركة الانتخابية لن تغير الواقع، ولن تحقق له متطلباته.
ومن أجل ضمان أفضل علاقة إيجابية بنَّاءة ومؤثرة في الإدارة المنتخبة، ومن أجل توجيه تلك الإدارة نحو برامج تصب في خدمة جمهور الشعب المصوِّت، لابد أنْ يشارك أوسع جمهور في عملية التصويت من جهة، وأنْ تتمَّ عملية الاختيار والانتخاب وفق معايير دقيقة وقراءة متمعنة في طبيعة ممثلي الإدارة المنتخبة وفي توجهاتهم وبرامجهم من جهة أخرى.
كما أن المشاركة في الانتخابات النيابية تعد واجباً وطنياً واستحقاقاً دستورياً يتطلب مشاركة الجميع، تأكيدا على الالتزام بالنهج الديموقراطي، والحرص على إتاحة المجال للمشاركة الشعبية في صنع القرار.
وكما أن للمشاركة الانتخابية أهمية كبرى في تعزيز الديموقراطية والنهوض بالأوطان، فإن وجود نهج ديموقراطي وسعي نحو النهوض بالأوطان في كافة الميادين، يعمل على رفع نسبة المشاركة الانتخابية؛ لإدراك الناخب بأهمية صوته في تغيير مصير الشعب، ووضع الوطن في الاتجاه الصحيح، كما أن المشاركة السياسية لا تنبع من مجرد رغبة الناخب في ممارسة حقه الانتخابي، وإنما تنبع من ثقته فيمن سيمثلونه تحت قبة البرلمان.
يتشكل الوعي السياسي والاجتماعي تدريجيا داخل المجتمع، وإن الانتخاب يعد أحد مظاهر المشاركة السياسية في النظم الديموقراطية؛ إلا أن ممارسة الحق في الانتخابات لا تكفي وحدها لتحقيق الديموقراطية، والتي يتطلب الوصول إليها تحقيق مصفوفة من الشروط المؤسساتية والقانونية والثقافية والسياسية في الكثير من النظم التي يتمتع أفرادها بحق الانتخاب.
إذاً، فالمشاركة الانتخابية تعني إدراك المواطن أهمية دوره والتزامه تجاه العملية الانتخابية، وأنه يعرف كيف يختار المترشح صاحب البرنامج الانتخابي الأجدى نفعاً له، ويحدد أولوياته وفقاً لطموحاته ورؤيته الخاصة، وهو الأمر الذي حرص عليه معهد البحرين للتنمية السياسية في وضعه وصياغته وتنفيذه لبرامجه التدريبية والتوعوية التي يقوم بها، خصوصا وأن المشاركة الانتخابية تعني شعور الناخب والمترشح بالمسؤولية تجاه الأفراد وتجاه المجتمع، وتجاه الوطن كله.

























