سمير عبد الصمد يكتب: رسالةُ حبٍّ إلى الزرقاء التي تشرفت باستقبال حضرة صاحب الجلالة الهاشمية

{title}
نبأ الأردن -
هي الزرقاء مدينةُ الأردنيين والعرب والأعراق.
الزرقاء هي القريةُ التي كبرت مساحةً، وامتدت عمرانًا وتضاعفت سكانًا، وما زالت كما كانت تحملُ على كاهلها بساطةَ أهل الريف وطيبة أهل القرى.
هي طفلتنا البريئة التي تلهو على أبوابِ عشاقها، تسرِّحُ الشمسُ شعرها كلَّ صباح، وتغزلُ نسائمُها قلوب محبيها، وتشدو مع بلابلها أغاني العشق، تتكئُ على ضفتي سيلِها المتدفق، فيروي إنسانَها حبًا، ويهبُ بساتينَها ألقًا، وطيورَها انطلاقًا وحريةً، ويمنح كلَّ ما فيها جمالًا.

هي الزرقاء التي احتضنت معسكرات قواتنا المسلحة، وميادين التدريب؛ فتعلم بنوها الرجولة، وتعلمت بناتها الكبرياء، فتزاحموا يطرزون قصة عزِّها، ويدونون بصبرهم صفحة من تاريخ الوطن المتألق، يستذكرون الشهداءَ مناراتِ الأجيال، وقناديل زيت مجدها الذي لا ينطفئ.

هي الزرقاء حنينُ السفر، وسكةُ القطار، وطرق الترحال، جنوبًا حيث مهبط الوحي، ومصدر الألق النوراني، وغربًا حيث الأرض التي بارك الله حولها، وشمالًا حيث الشام الأموية العريقة، وشرقًا حيث العراق العباسي، الذي ملأ الأرض زهوًا وعلمًا وفكرًا وشعرًا.

هي الزرقاء، التي تلتقي فيها كلُّ الألوان والأشكال والأطياف، وتتعانق في مغانيها حضاراتٌ شتى وتاريخ مشرق على مرِّ العهود، حيث يقفُ حارسُها شبيبٌ في فناء قصره المنيف، الذي يحكي تاريخًا عريقًا، وتروي نقوش جدرانه ماضيًا ما زال حيًا فينا، وما زلنا نقرأ بعض صفحاته فنجد صورَ أسلافنا في بعض زواياه، وممراته.

هي الزرقاء التي نهضت بكل أطيافها، في عفوية القلوب التي لا تعرفُ الرياء، وصفاء النفوس لا تجيد التملق، مضى أبناؤها قبل أن تشقَّ الشمس ستار الظلام، يلتقون في ميادينها وساحاتها، ويصطفون على طرقاتها، حاملين مشاعرهم وحبهم وولاءهم لصاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني، ينطقون بصوت واحد، ويهتفون بقلب واحد: نحبك يا سيدنا، يا أبا الحسين.

هي الزرقاء الجذلى التي تسمو في حلل الوفاء والولاء، تهفو مشاعرها لاستقبال الموكب السامي، بشوق المحبين، ولهفة الأوفياء.

هي الزرقاء البهية أول البوح وقدسية النغم وعطر الأماكن، ورياض العاشقين.

هي الزرقاء التي تعتز بالوقوف خلف القائد بشموخ واقتدار، تجدد البيعة وعهد الوفاء، وستظل كما كانت السياج المتين والحصن الحصين.

هي الزرقاء التي يليقُ بها التباهي، ويحقّ لها أن ترتديَ حُلل الفخار، وأن تزهو ببنيها الأوفياء، الذين كتبوا أصدقَ أناشيدِ الوفاء والعرفان.

هي الزرقاء الأردنية العربية الهاشمية، مازالت على عهد الحب المتجدد.
تابعوا نبأ الأردن على