زهدي جانبيك يكتب: الدكتاتورية
نبأ الأردن -
يقول اتباع فرويد ان الانسان لديه ثلاث مرجعيات تحكم سلوكه: ال هو (ID) و ال أنا (Ego) وال أنا العليا (Super Ego) ...
ال (هو) مسؤول عن الغرائز وهي النفس الامارة بالسوء ، وال (أنا) مسؤول عن السلوك الفعلي للانسان وهي النفس اللوامة ، وال (انا العليا) مسؤولة عن السلوك المثالي وهي النفس المطمئنة ...
لم اجد في النظريات الحديثة ما يجعل النفس دكتاتورية تصفق عندما ينقلب الجيش الجزائري على الانتخابات التشريعية لان الجبهة الإسلامية للإنقاذ اكتسحت نتائج الشوط الأول للانتخابات...
لكنني وجدت تفسيرا لهذه النفس التي تصفق للدكتاتورية عندما تنقلب على الديموقراطية ... هذه النفس هي النفس المنافقة التي تقضي النهار وهي تدعو إلى الحكم الديموقراطي ، فإذا ما جن الليل وساد الظلام قامت تصفق وتطبل وتزمر للانقلاب على الديموقراطية بحجج ومبررات واهية تعتمد على محاكمة النوايا في احسن الاحوال...
هؤلاء هم نفسهم المنافقون الذين صفقوا للانقلاب على الرئيس المنتخب في مصر، وهو الرئيس الوحيد المنتخب في مصر ...
وهم نفس المنافقين الذين يصفقون اليوم للانقلاب على الديموقراطية في تونس ، وهم نفس المنافقين الذين يصفقون اليوم للانقلاب على الديموقراطية في الكويت ، ...
اصحاب المباديء لا يتغيرون ولا تتغير مبادئهم وفقا لامزجتهم ، أو لأمزجة الحكام، ...
الانتخابات النزيهة والشفافة هي الطريق إلى تحرير الامة من حكم الاقلية، وهي السبيل إلى إعادة السلطة إلى مصدرها الحقيقي ...وهو الشعب ، ومن غير المقبول اطلاقا تعطيل الدستور او جزء منه، وتعطيل الانتخابات لان مخرجاتها قد لا تكون على مزاجنا ...
المطبلون والمزمرون فرحا بتعطيل الدساتير وتعظيما للانقلابات على الديموقرطية ، هم منافقون لم يتصالحوا مع أنفسهم ولا زالوا يعيشون في عصر الفراعنة، حيث لا يرون الا ما يرى الفرعون، وهم بنفسياتهم المنافقة هم الفراعنة.
قال الله - عز وجل -: ﴿ قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ﴾ [غافر: 29].

























