بلال حسن التل يكتب: لا تشفقوا على غزة

{title}
نبأ الأردن -
يلمس المتابع لما يكتب ويقال خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي الكثير من الشفقة والحزن، مما يجري في قطاع غزة جراء العدوان الاسرائيلي الهمجي على القطاع، وهؤلاء الذين يظهرون الشفقة على اهالي غزة ويستفظعون مايسمونه خسائرهم بالأرواح والأموال.

هؤلاء المشفقون يقلبون الحقيقة، لأن اهل غزة ليسوا في موضع من يستحق الشفقة، بل هم في موقع من يستحق التقدير والإعجاب والسير على طريقة، والاقتداء به فيما يفعل. فما يقدمه اهل غزة من تضحيات بالأموال والأرواح ليست خسارة تذهب سدى، لكنها ضريبة الحرية والكرامة التي لايقوى على دفعها الا الاحرار الكرماء أمثال أبطال غزة، الذين علينا ان نتعلم منهم ونسير على دربهم، لا ان نشفق عليهم، الذين يستحقون الشفقة هم الاذلاء الذين يدفعون ضريبة الذل صبح مساء، عندما لايستطيعون اعلان رايهم وقول كلمتهم بحرية فيضطرون للنفاق، ولايأكلون لقمتهم الا مغمسة بالذل والإهانة وبالقهر الذي يلازمهم صبح مساء، وهم يرون أبنائهم ضحايا الفقر والبطالة والمحسوبية، وكذلك وهم يضطرون الى دفع الرشاوى للوصل الى حق من حقوقهم في اوطانهم التي يعتقدون انها حرة وانهم احرار فيها.

اهل غزة ليسوا في موقع من يثير الشفقة، لكنهم في موقع من يجب ان تتعلم من تجربتهم الكثير من الشعوب، الكثير من الدروس.

اول الدروس التي يمكن تعلمها من غزة هي كيف يمكن للشعوب ان لا تستسلم لجلاديها؟، ثم كيف لاتستسلم لقلة امكانياتها؟ ، وقبل ذلك كيف لاتستسلم للمخططات الناعمة التي تستهدف تدمير ارادتها وروحها المعنوية بالمسكرات وبالمخدرات، وبنشر ثقافة التفاهة، واستبدال ذلك كله ببناء مجتمع الصمود والتضحية على طريق الحرية والاستقلال، لذلك فان غزة ليست في موقع من يثير الشفقة، بل هي في موقع من يثير الإعجاب إلى الدرجة التي يجب ان نقتدي به.


تابعوا نبأ الأردن على