د. ماجد الخواجا يكتب: نهايات العمل والعمّال

{title}
نبأ الأردن -
إلى روح أخي العامل المرحوم أبو العبد الذي توفي في يوم العمال العالمي.
يحتفل العالم في الأول من أيار من كل عام بيوم العمال العالميInternational Workers› Day، ويسمى أيضا بيوم العمل، وعيد الربيع والعمل، واليوم العالمي للتضامن مع الطبقة العاملة، وهو يوم عطلة في كثير من البلدان.وهو مناسبة سنوية يعود تاريخها للقرن التاسع عشر وتقام تكريما لمساهمات أكثر من أربعة مليارات عامل يكافحون طيلة أيام السنة.كانت بداية عيد العمال من القرن التاسع عشر في أستراليا (21 نيسان 1856).ومع بداية الثورة الصناعية في بريطانيا، حوّل الإنتاج الصناعي في المصانع الكبيرة حياة الشغيلة إلى جحيم، وكان يوم العمل يتراوح بين 10-16 ساعة، وأسبوع العمل يصل إلى 6 أيام في الأسبوع، وكان استخدام الأطفال شائعا، دون أي اعتبارات للأمن الصناعي أو الصحي أو انتشار الآفات والأوبئة بين العمال خاصة الأطفال منهم. أدى ذلك إلى ظهور حركة «8 ساعات يوميا»، إحدى الحركات الاجتماعية التي تهدف لتنظيم يوم العمل ومنع التجاوزات والانتهاكات. كان أول من طالب بذلك أحد مؤسسي «الاشتراكية الطوباوية»، روبرت أوين (1771-1858)، حيث صاغ شعار: «8 ساعات عمل، 8 ساعات راحة، 8 ساعات ترفيه».
منذ أواسط القرن التاسع عشر كانت الولايات المتحدة تعيش بداية الثورة الصناعية وكان العمال الأوروبيون المهاجرون إلى العالم الجديد يمثلون الشريحة الأكبر في القوة العاملة في أمريكا.
كانت ظروف العمل مريعة والأجور متدنية وساعات العمل طويلة، وأصبحت الاضرابات العمالية في العقد الثامن من القرن التاسع عشر شائعة جدا. وكان من بين قادة الحركة العمالية الأمريكية عدد كبير من الاشتراكيين والشيوعيين وغيرهم من اليساريين الذين كانوا يؤمنون بضرورة القضاء على النظام الرأسمالي من أجل انهاء الاستغلال.
في روايات يبدو أن اختيار الأول من أيار تبناه الإتحاد السوفييتي باعتباره كان تاريخ إعلان هزيمة ألمانيا بقيادة هتلر في 8 أيار 1945
رأى كارل ماركس، في كتابه «رأس المال»، أن ذلك ذو أهمية حيوية لصحة العمال، فكتب عام 1867: «إن الإنتاج الرأسمالي يتسبب، من خلال تمديد يوم العمل، لا في تدهور قوة العمل البشري، عن طريق سلبه الظروف المعنوية والمادية الطبيعية للنمو والنشاط فحسب، وإنما يتسبب أيضا في استنفاد وموت هذه القوة العاملة نفسها».
في عام 1884، قرر اتحاد النقابات المنظمة والنقابات العمالية في شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية، في اتفاقيته، أن «8 ساعات عمل تشكل يوم عمل قانوني اعتبارا من 1 مايو 1886 وصاعدا، مع توصية كافة المنظمات العمالية بجميع أنحاء الولاية القضائية بتوجيه القوانين التي تتوافق مع هذا القرار».مطالبين بتحديد ساعات العمل والحصول على كافة مستحقاتهم، تحت شعار «8 ساعات عمل، 8 ساعات راحة، 8 ساعات ترفيه».
في الاتحاد السوفيتي تم إقرار العيد الجديد معتقدين أنه سيشجع العمال في أوروبا والولايات المتحدة على الاتحاد ضد الرأسمالية وأصبح هذا اليوم عطلة مهمة مع مسيرات رفيعة المستوى بما في ذلك واحدة في الساحة الحمراء في موسكو للاحتفال بالعمال وعرض القوة العسكرية السوفيتية. حتى كاد يوم العمال أن يرتبط ارتباطا وثيقا بالحركة الشيوعية الأممية العالمية مع رفع الرايات الحمراء التي تحمل صورة الشاكوش والمنجل.
يعتبر عيد العمال من الأعياد الأكثر انتشارا في العالم، حيث يُعدّ الأول من مايو يوم عطلة رسمية في 107 دول حول العالم على الأقل، ما يمثل 67% على الأقل من سكان العالم. ومن الدول التي لا تحتفل بعيد العمال هولندا والكيان الصهيوني أوزبكستان تركمانستان منغوليا، السعودية، اليمن، سلطنة عمان،
في يوم العمال العالمي، ما زال العالم يئن تحت وطأة الظلم البشري والقهر الطبقي بذرائع واهية طحنت الإنسان وأفقدته قيمته ومكانته. في يوم العمال، نحتفي بعطلة سعيدة، فيما يواصل العامل الكدح في سبيل لقمة العيش المغمسة بكثيرٍ من الهوان والتعسّف والجور.
تابعوا نبأ الأردن على