ميسر السردية تكتب: وطيّ حسك.. لا توهرفنا

{title}
نبأ الأردن -
بعد أن ترّبع  قريبنا سلامة  علي الفرشة بالقرب من المروحة، أشعل سيجارته وقال :سمعتوا أخر خبر ياجماعة ؟!. .
* شو صاير .. مد وإفلح..
- البارح رفعت الدولة سعر البنزيل.. ماعبيتوا إلكم أكم جركن؟!!! الناس من الليل طوابير عالكازيات.
ضربنا حوله حلقة حوله ... بدأنا حفلة الشاي وحفلة الشتم والردح للدولة مع كل رشفة شاي ونشة ذبانة- نحن العوام لا نفصل بين الدولة والحكومة طبعًا -
*متى بثوا الخبر؟!  إنتوا عبيتوا شي؟!
- فللت السيارة وعبيت جركنين بس... اشتدت وارتفعت وتيرة  الإعتراض والتذمر على مصراعيها......
-  تلّفت سلامة هامسًا:ياجماعة.. ديروا بالكم لا توهرفونا... إنتوا قاعدين تحشوا بالدولة حش، والتلفونات هذي تسجل كل شي.
وقتها لم تكن التلفونات الحديثة الذكية، كانت تلفونات بالكاد للإتصال و رسائل sms ولعبة الحية.
-ولأن قريبنا حسب ما نعتقد رجل مطلع على بواطن الأمور ، متقاعد من سلك الحكومة، يعرف مالا نعرف، طلب منّا أغلاق هواتفنا فأطعناه دون نقاش.
مضينا بنبش قبور الحكومة، فوقها وتحتها.. صمت سلامة بعد أن ملأ المنفضة بإعقاب السجائر... وقال: وطوا حسكم ترى التلفونات بتسجل حتى وهي مسكرة.... حطوهن جنب التلفزيون أضمن...
* :ليش جنب التلفزيون؟!
-لأنه بتلقط حكي المذيع بدل حكينا....
نفذنا نصيحته وعدنا لما كنا عليه... رفعنا الدوز أكثر وأكثر... رد ماتبقى بكبايته في حلقه وقال : شكلكم رح تجيبولنا التايهه..... لا تودونا إكتاف ياعالم.. ترى صوتكم أعلى من صوت التلفزيون... رح يلقطوكم .. فكوا البطاريات.. وحطوا التلفونات بالغرفة الثانية، أحسن وأضمن.... سألناه :إذا رحنا هسه عالكازية نلّحق نشتري بالسعر الأولاني؟! ....
- راحت عليكم.. اللي ربّع ربّع... طارت الطيور . 
هكذا نشأنا، على وطيّ حسك.. حط راسك بين الرووس وقول ياقطّاع اقطع... إن تغشلاّك السيل قنيلوه...  الطاقة اللي يجيك منها ريح سدها واستريح...
 قاموس خوفنا يطفح  بأمثلة الخنوع والخوف والرهبة وخنق الرأي وحق الإعتراض...وفي كل مرحلة تُزاد في الطنبور نغمة.
 لاشك أن تلك الموروثات لم يزرعها مدرسو و أهالي هؤلاء الطلبة الذين يتظاهرون في جامعات أمريكا، دفاعًا عن قضية ورأي ووجهة نظر انحازوا لها.. برغم سحلهم واعتقالهم، وفصلهم وفقدانهم للمنح في أرقى أكاديميات العالم... بل إن  لديهم فعلًا ما يُخشى  فقده من حيث الأهمية و الجدوى والمكانة المستقبيلة حتى يوطّي المرء حسه.... ويضع الهاتف في الغرفة الثانية . 
 مش ناقصنا وهرفه.. الفرق شاسع مابين الوطن العربي وغير العربي......
تابعوا نبأ الأردن على