يزن عيد الحراحشة يكتب: هل يُسمع صدى الحراك الطلابي العالمي في الجامعات الاردنية

{title}
نبأ الأردن -
ما زالت أصداء الحراكات الطلابية في مختلف بلدان العالم، الغربي خصوصا، تتردد هنا وهناك، فلا يستطيع عاقل إنكار دور الجامعات في إذكاء شرارات الشعوب؛ فالجامعة بجمعها لطلابها تجمع العلم والمعرفة والثقافة، وهذا ما يعني خصوبتها لقيام التيارات الفكرية على اختلافها، ولحسن الحظ هذه المرة فقد توجهت الجامعات الغربية نحو قضيتنا الأعدل.
    ميزة إضافية!
هذا عصر العالم المفتوح، بل العالم المتكور في كف الجميع، والشباب - سواد الجامعات حتما - هم أهل هذا العالم الذي لا ينفك عن استنساخ نفسه افتراضيا ليحل واقعا؛ "العدوى". كما تسمى الآن تتراقص هنا وهناك، إلا أن الحمى خاصتها تعشش في جباه كبار الساسة الذين يعرفون أن هذا القطاع العمري قد يحدد مصير عودتهم عن طريق الصندوق، وهذا ما يعني - من باب البقاء - ضرورة إرضاء هذا الطيف الفاعل، الأشد فعالية.
    جامعاتنا، أين؟
ما زلنا بعيدين رغم أننا الأقرب، والأسباب أكثر من عدها، لكن سنحاول في هذا المقال إيجازها لما يقرب الصورة المؤسفة لحال المؤسسات التعليمية العليا في البلاد، وهي التي تئن كما شقيقاتها من المؤسسات الوطنية.
    مدخلات الجامعات، صورة غير طبيعية!
الجامعات الآن بعد أن تلاعبت بها أهواء المسؤولين واحدا تلو الآخر بين إفساح المجال لدخولها أو تضييقه، أو حتى مع الإشارات الفاضحات في بعض الدورات على توجيه الطلاب للجامعات الخاصة عنوة؛ عنوة مهذبة مستترة، أصبحنا غير قادرين على إصدار أي تعميم على وضع الطلبة فيها، ولم تعد ميزة - الطالب الجامعي - معززة لأي شاب، وهذا في الدرجات الجامعية الثلاث بالمناسبة، في المجمل لا يستطيع أي منا الإدعاء بوجود حيز ثقافي مميز لا يقطنه غير الجامعيين، بل إن حالة تشظي عامة تقبع في كل مفاصل العملية التعليمية في البلاد.
   قيود، قيود، والمزيد من القيود!
في حال كنت شابا ترغب في المشاركة السياسية الاحتجاجية فستضع في حسبانك عددا من القوانين مثل قانون الجرائم الإلكترونية وقانون العقوبات وغيرها، هذا طبعا في حال تنصلت من رغبة الحاكم الإداري بتوقيفك حتى يشاء بتوقيعك بعض آلوف الدنانير كضمان عدم تكرار فعلتك، أما على سبيل التخصيص؛ ففي حال كنت - لسوء حظك - جامعيا فسيضاف لكل ما أعلاه النظام التأديبي لجامعتك، والذي قد يحرمك فصولا ويفصلك دهورا، وقد تضاف بعض من البهارات مثل حرمانك من بعض المنح الدراسية المستحقة لك أو أن تتعرقل بالمدرس الجامعي الذي يرى مصلحة الوطن بين كفيه كأنها حفنة ماء، وأنت يا مسكين مستهدف الحفنة عنده!
    موسم الانتخابات، دخان خانق!
الأفرقة الطلابية، القوائم، وبعض الائتلافات الإثنية وغيرها خائفة تترقب نتائج صناديقها المأمولة، ويحسب رؤوسها ألف حساب قبل مناطحة عمادات شؤون الطلبة صاحبة الصلاحيات الموسعة - ظاهرا وباطنا - والتي قد تغير شكل النتائج ومستقبل هذه التجمعات التي تشتاق أيام اتحادات الطلبة التي دخل طلبة بعض الجامعات تخصصاتهم فيها وتخرجوا بدون أن يجدوا لها ريحا، فهذه اليد (اللي بتوجع) هذه المحركات تضاعف سهولة كبح أي حراك، ولله الشكوى فإن الكثيرين يجيدون مسك الأيادي هذه.
   هبات التواصل الافتراضي، لا يعتد بها...!
لا تعول كثيرا، فالجيل Z أدمن تقليب التريند المشؤوم، بل إن حالة الفوضى المعرفية وتراكم الأخبار غير المترابطة أدى لتسوية كل القضايا على صفيح واحد، فكثير من مقلبي الريلز سيساوون بين الدماء المذروفة وأي حدث عابر سُلط عليه الضوء، وهذا وإن لم يكن حالة شاملة إلا أننا نستطيع صبغها بالتعميم الجزئي، ولا ندري أين ستنزل قضيتنا منزلا؟
    هل ننبش النفق عن ضوء؟
نعم، لنحفر، لنستقي الشمس ونطلبها، ولننادي بأي أمل، ولننشر كل ما يدعم القضية الأعدل، ولننكب ننهل من كل ما يشدد الأزر ذهنا وسلوكا، ليكن كل ما نقرأ ونشاهد قضية، ولندعوا الله أن يتم لنا الأمر.
    همسة أخيرة...
أبكينا، وأبكي كل ما حولنا، وأبتهل أن تعود الجامعات منارات، وأن تصدح منها أصوات للحق والتغيير المنشود، أصوات النهضة، أصوات الأردن الذي نريد!

تابعوا نبأ الأردن على