أ. د. نجيب ابو كركي يكتب: سلام على الزرقاء كم كانت رقيقة كم كانت تمام !

{title}
نبأ الأردن -
 لم تعد مدينتنا وانما باتت مدينة المركبات المختلفة ومن كل الانواع وبدل الشوارع التي تفتقر للارصفة فتترك لنا لذة اللعب ملتصقين بالتراب نحفر به حفر العابنا الصغيرة او نتعلم مبادئ الهندسة برسم دوائر لعبة "مور" او مستطيل لعبة طخ وشبر المحدثة .. ثم ان الشوارع كانت اكثر تواضعا وتسمح لنا باستعمال الدراجات المستأجرة ربع ساعة بقرش ! بعجلين او بثلاث عجلات. السيارات نادرة نسبيا وخط سيرفيس واحد باتجاه الغويرية سياراته المرسيدس 180 تتمغط بكسل بجانب الرصيف بشارع الملك حسبن غرب صبدلية مطالقة سابقا (الزرقاء الحديثة حاليا) قبل ان يستحدث الخط الثاني نحو حي الحسين. الزرقاء التي فقدت محلا تأجير الدراجات ودور السينما القديمة بها جميعها .. ركس و سلوى و النصر والحمراء . دورا كانت تتنافس موسميا بعرض الافلام العربية والهندية و افلام الحروب الرومانية بكل "هراقلها" و ايضا افلام الكابوي البقر رعاة البقر.. .. لم ترق لي تلك البلادالبعيدة التي ترينا افلامها ما يتدندل بجانب كل ملتح "متبرنط" بها .. مسدس او اثنين يستخدمان للقتل الذي كان يبدو لي مجانيا، و للحق اقول من وقت لاخر.. كان ثمة حب ورقة في تلك الافلام ولا بد من منظر البطل ينقذ الصبية الجميلة من الهنود الحمر "الاشرار" و يضعها خلفه على فرس تبدو سريعة ويطارد بها الى حيث الامان تحت عاصفة من التصفيق المدوي من المشاهدين كونه قد انقذها من براثن اشرار كانوا ينوون سلخ جلدة رأسها وهم يدبكون دبكة صاخبة عجيبة و كنت اشارك بذلك التصفيق مؤيدا الكابوي" الشهم الطيب" وكان قمة بعض التصفير الحادايضا بتلك المناسبات الرقيقة. اخيرا ربما كانت الزرقاء بوما اكثر مدن المملكة اخضرارا عندما غرست بشوارعها مئات الاشجار بعهد متصرف نشط فرض اضافة لذلك في المدينة ضرورة ترك مسافات ارتدادية معينة بين المباني .. (فارس الصرايرة رحمه الله).. الزرقاء انذاك كانت تملك نهرا يدلعونه بسيل وبساتين ويذهب قاطنيها على البراد الى السخنة باحثين عن الترويح والاستجمام.. كانت الزرقاء انذاك فعلا تمام التمام.. وفي الذاكرة ما زالت .

تابعوا نبأ الأردن على