عبدالحكيم محمود الهندي يكتب : في يوم الطيار .. تحية لصقور الأردن الغر الميامين

{title}
نبأ الأردن -
بعيداً عن السياسة، وبعيداً عن الأصوات التي تتعالى هنا وهناك، ومنها من يبحث عن "موطئ قدم" وسط زحام تسجيل المواقف، هناك من يعمل دون صخب، وليس له من مصلحة ولا همّ سوى أن يؤدي الواجب، وأن يؤدي "المهمة" الأكثر قدسية.
أسوق هذه المقدمة بمناسبة احتفال العالم بيوم الطيار، فقد قفزت إلى ذهني مشاهد الإنزلات الجوية التي ينفذها صقور الوطن، نشامى سلاح الجو الأردني، ليغيثوا الأهل في قطاع غزة المكلوم.
تلك ليست برحلة استجمام، ولا هي رحلة متعة الطيران الحر فوق سواحل التنزه، إنها رحلة يحيطها الخطر من كل جنباتها، فكيف يمكن أن تتخيل الطيران فوق منطقة حرب أساس "العدوان" فيها الطائرات المقاتلة والصواريخ، وبالمقابل فإن سلاح المقاومة الأساس فيها القصف بالصواريخ والقنابل أيضاً.
أعلم تماماً أن هناك من سيقول إن هذه الإنزالات لا تتم إلا عبر تفاهمات دبلوماسية مع كل الأطراف، ووفق ترتيبات لوجستية توقيتاً ومكاناً، وهذا ما يجب أن يكون في الأساس، خاصة في أوقات الحروب، لكن السؤال : ماذا لو حدث خطأ ما، أو رفض أي طرف، أو حتى فرد ما من الطرفين، الالتزام بتفاصيل تلك التفاهمات، ولأي سبب كان، أليس هذا ممكن، وأليس ذلك خطر؟
نعم، هي مهمة عسكرية ويشوبها الخطر ولو كان في أدنى مستوياته، ولا ينفذها إلا جنود "مجاهدون"، يتكلون أولاً على الله، ومؤمنون ثانياً بقدسية مهمة إغاثة الأهل وتضميد جراحهم بعيداً عن حسابات المصالح وتسجيل المواقف.
لربما لا يشعر الناس بعِظم مهمة الطيار المقاتل إلا في وقت الشِدة، وعندما يطلب البلد "أولاده"، وفي الأيام القليلة الماضية شعرنا بهِمّة أبنائنا وهم يجوبون سماء الوطن للحفاظ على أمنه و"سيادته"، فمنذ ما عرف بليلة الصواريخ الإيرانية، كان طيارونا البواسل يجوبون سماءنا ليقولوا لأي كان، إن هذه أجواء محرّمة إلا على أبنائها، فأيدينا على السلاح، ودماؤنا في كفنا.
في يوم الطيار أوجه كلمة حب واعتزاز لطيارينا البواسل الذين ما زالوا يناضلون ويجاهدون منذ ستة أشهر وهم يؤدون بشكل يومي، المهمة الإنسانية الأغلى في أجواء غزة، ولم يهدأوا إلا حين يتوقف العدوان على الأهل هناك، وتزول عنهم الغمة.
تابعوا نبأ الأردن على