صالح الشرّاب العبادي يكتب: رفح .. المجزرة المؤقتة … السيناريوهات المحتملة .. فشل الهدنة وتسكين الجبهات والتفرغ لمدينة رفح …

{title}
نبأ الأردن -
رفح تلك المدينة التاريخيه الحدودية على حدود قطاع غزة الجنوبية مع مصر و التي نزح اليها الشعب في غزة من جراء الاحتلال من شمال القطاع إلى وسطه الى جنوبه وعلى مراحل من جراء القصف الاسرائيلي والحصار المستمر والتجويع والتدمير المنهج لمقومات الحياة .. في القطاع .

يصل عدد النازحين في رفح وما حولها ما يقارب مليون ونصف المليون حتى هذه اللحظة ، وهي المدينة الوحيدة في القطاع التي لجأ إليها النازحون معتقدين انها ستكون الموئل الأخير والمنطقة الآمنة الوحيدة في القطاع بعد ان اصبحت جميع اجزاء القطاع فاقدة للحياة وغير صالحة للعيش فيها ..

تستعد القوات الاسرائيلية من شهرين تقريباً للتحضير والاستعداد والتجهيز والتدريب والتخطيط لاقتحام مدينة رفح بعد ان احتلت جميع المدن من شمال القطاع وصولا الو مدينة خان يونس المتاخمة لحدود محافظة رفح من الشمال والتي حذرنا مراراً وتكرارًا من اقتحامها ، حيث تم تدميرها وقتل الحياة فيها برغم كل الضغوط الدولية والاقليمية والتنديدات بعدم اقتحامها .. ولم تستسلم المدينة امام المقاومة وانسحبت تحت ضربات موجعة للمقاومة راح فيها ١٤ عشر ضابط وجندي قبيل الانسحاب ..

اسباب اقتحام مدينة رفح من وجهة نظر الاحتلال:

احتلال محور فيلادلفيا - صلاح الدين وطوله ١٤ كلم من معبر كرم ابو سالم ماراً بمدينة رفح إلى البحر المتوسط ( نقطة التقاء البحر مع حدود مصر وغزة ) غرب جنوب ) بهدف خنق قطاع غزة بشكل كامل واغلاق كافة المعابر المنفذة على القطاع والتي تعتبر شريان الحياة بالنسبة لغزة وشعبها .

السيطرة على معبر رفح بشكل كامل وأغلاقه واغلاق معبر صلاح الدين ( يبعد عن معبر رفح ٤ كلم شرقاً امتداد لطريق صلاح الدين من شمال القطاع إلى جنوبه )
وتحويل كل المساعدات والمداخل من خلال المعابر الحدودية التي تسيطر عليها اسرائيل بشكل كلي .. وبالتالي السيطرة على ما يدخل وما يخرج من والى قطاع غزة ، خاصة مع الاستمرار بانشاء ميناء عائم على البحر من الشمال الغربي والذي سيكون هو المنفذ الوحيد والمسيطر عليه مطلقاً والتخوف انه سيكون طريقاً للتهجير وعمليات الإغارة والدعم اللوجيستي للجيش الاسرائيلي اضافة لهدفه الأساسي وهو ادخال المساعدات ..

التهجير القصري والطوعي لشعب غزة ، والتهجير اما ان يكون عودة إلى المدن الشمالية ، او إلى مخيمات معدة مسبقاً ، أو إلى غلاف غزة باتجاه كرم ابو سالم شرقاً او تهجير إلى خارج غزة عن طريق رفح إلى سيناء مصر .. علماً ان عملية التهجير صعبة جداً وخطيرة نظراً لعدم مصداقية اسرائيل وضرب ممرات التهجير في اكثر من مرة ..

تدعي اسرائيل ان المقاومة ( اربعة كتائب منها) متواجدة في مدينة رفح حيث ان احد اهداف الحرب هو القضاء على المقاومة وتحديدا حماس والتي يقول انها متواجدة في رفح .

ادعاء قوات الاحتلال والقيادة العسكرية والسياسية ان معظم الاسرى متواجدين الإسرائيلين في رفح او تم نقلهم اليها ، وبذلك تعتقد انها ستحقق هدف من اهدافها وهو تحرير الاسرى.

اقتناع إسرائيل بانها إذا ما توقفت الحرب إلى هذا الحد وعدم الاستمرار واقتحام مدينة رفح فان ذلك سيكون ذلك نصراً مبيناً للمقاومة ، وان اي وقف لإطلاق النار والقبول بهدنة طويلة تؤسّس إلى هدنة دائمة هو نصراً محققا للمقاومة…وتعتقد انه باقتحام رفح ستحقق اهدافها وهي التي لم ولن تتحقق ، نظرا ان المقاومة ما تزال تقاوم وتقتل وتدمر وتتحرك وتطلق الصواريخ في جميع مناطق غزة والتي يدعي العدو إلى السيطرة عليها .

السيطرة الإسرائيلية المباشرة على كامل اجزاء القطاع وحشر الفلسطينيين داخله واغلاق كافة الطرق والمنافذ والمعابر وتحويل غزة كما هي في الضفة الغربية.

الفشل الذريع في تحقيق اهداف الحرب والفشل في الضغط على المقاومة من اجل التنازل عن شروطها حيث باتت اسرائيل مقتنعة ان المقاومة لا تزال موجودة وقادة على تحقيق شروطها وانها قادرة على الاستمرار في حرب طويلة وحرب استنزاف وهذا مالا تريده اسرائيل تحت ضغط شعبي واحباط عسكري وسياسي واقتصادي.

نددت جميع دول العالم بالاقتحام المؤجل وان هذا الهجوم سيكون بمثابة الكارثة الكبرى وانه سيرافقه مجازر ومذابح لا مثيل لها في التاريخ مع رفض وصمود للشعب الغزيً وعدم قبوله الخروج من ارضه ، في وقت تخشى إسرائيل من عملية الاقتحام وانها ستواجه ملحمة وشراسة للمقاومة وهي تتوقع ان يكون هناك قتلى وجرحى وتدمير في صفوف قواتها بشكل اعنف واقوى واكثر خطورة مما واجهته في مناطق القطاع ..

طالبت امريكا اسرائيل بان يتحاشى قتل المدنيين والقيام بعملية محدودة غير واسعة وكان هذا بمثابة الضوء الأخضر للموافقة على الاقتحام مما حدى بإسرائيل ان تضع خطط اعادة إجلاء المدنيين في مدينة رفح ..
خطط الإجلاء للمدنين من رفح :

تنوى إسرائيل الى إجلاء المدنيين إلى منطقة الساحل( منطقة المواصي ) حيث تنوي اقامة مخيم كبير جداً تعداده ما يقارب ٣٥ الف خيمة على ساحل البحر ما بين حد محافظة خان يونس وحد محافظة رفح الجزء البحري .

وضعت كذلك خطة اعادة النازحين وأعادتهم إلى خان يونس ومنها إلى المدن الشمالية في القطاع تحت مراقبة وتفتيش بشكل دقيق بحثاً عن المقاومة والأسرى .

وكذلك من الخطط نقل النازحين إلى شرق محافظة رفح على الحدود مع الغلاف وهذا يعتبر اخطر خيار وذلك لقرب المخيمات التي تنوي اسرائيل اقامتها لمعبر كرم ابو سالم حيث تنوي اسرائيل بفتح المعبر ومنه إلى فتح الحاجز الحدودي مع مصر لإكمال عملية التهجير إلى سيناء ..

والخطة الأكثر. خطورة هي فتح معبر رفح على مصراعية وترك النازحين ما بين خيارين اما القتل والذبح والمجازر او اللجوء والتهجير من خلال المعبر إلى سيناء مصر حيث تفيد الاخبار ان مصر باتت تستعد لهذا السيناريو ببناء مناطق لوجستية ومخيمات ومواقع للنزوح ..
والموقف المصري الرافض للاقتحام بات يخبو شيئاً فشيئاً ويتم ترويض هذا الموقف .. والتصريحات الجديدة ان مصر تستعد انسانياً لاي عمليات تهجيرية إذا ما تم اقتحام رفح ..مع ان التصريحات الأخيرة الرسمية الصادرة من مصر انها تحذر من اقتحام رفح ( تحذير ) وليس رفض ..
 سيناريوهات الاقتحام المحتملة والمتوقعة:

القصف التمهيدي والذي بدأ بالفعل من المدفعية المركزة على الغلاف بين كرم ابو سالم ومعبر صوفا والقصف الجوي المستمر وقصف المدفعية البحرية ، علاوة على المسيرات التي تجوب اجواء القطاع ليل نهار من اجل القصف والمراقبه والاستطلاع.

الهجوم بقوة برية كبيرة من شرق شمال محافظة رفح ( مناطق خزاعة ، مناطق عرب القلاعية ، مناطق عرب الزميلات ، كرم ابو سالم ) مع عمليات إنزال بحري على شاطئ رفح من جهة الغرب ودخول واستغلال مطار غزة من الشرق وتمركز بين أنقاضه مع قوات احتياط شمال مدينة رفح ما بينها وبين مدينة خان يونس ..ثم التقدم والهجوم على المدينة مع القصف الجوي والمدفعي .. من جهة الشرق ..

ومن الخطط المحتملة للهجوم، تقسيم مدينة رفح الى قواطع طولية ثلاث قواطع من حدود محافظة خان يونس جنوباً إلى حدود قطاع غزة مع مصر جنوباً حيث يكون الجهد العسكري الأكبر في القطاع الاوسط الغربي ، المؤدي إلى مركز مدينة رفح ومعبر رفح مع تحديد الواجبات قوة لكل قاطع حيث تكون قوات القاطع الشرقي والقاطع الغربي مساند للقوات المقتحمة للقاطع الاوسط والذي سيكون اتجاه هجومه إلى مركز المدينة ومعبر رفح .. مع وجود قوة من جهة الشرق ( مطار غزة المدمر أصلاً ) تساند قوات الهجوم . مع احتمال انزال بحري لقوة محدودة من جهة الشرق ..

والسيناريو الذي بات يطرح هو فتح طريق يفصل مدينة خان يونس عن مدينة رفح من الشرق إلى الغرب لفصل رفح بالكامل عن القطاع والتعامل معها بالقصف المستمر والقرع الدائم على اسطح المنازل بالنار ، والاغتيالات المستمرة ، كما هو الطريق الذي تم إنشاءه من جنوب مدينة غزة عبر وادي غزة لفصل شمال القطاع عن وسطه بالكامل ..

الاقتحام على مراحل يبدأ من الغرب ( البحر ) مرحلة مرحلة مع وجود قوة عسكرية شمال مدينة رفح مع نقاط تفتيش وقوة تتموضع غرب المدينة . مهمتها اسناد العمليات حربياً ولوجستيا ً ..


جميع هذه السيناريوهات محتملة ومتوقعة وهي استنبطت من متابعتي لعمليات الهجومات التي قامت بها قوات العدو الصهيونى على مدن القطاع ( غزة المدينة ، المخيمات ، دير البلح ، خان يونس) مع ان هذه العملية ستكون من اصعب واخطر العمليات العسكرية بالنسبة للقوات الاسرائيلية حيث سيكون هناك عدة محددات :
المدنيين ، والاكتظاظ الكثيف لمدينة رفح والذي سيكون محدداً رئيساً نظراً للضغط العالمي والدولي الذي يواجه اسرائيل الان وسيتم مواجهته اثناء تنفيذ العمليات .

المقاومة والتي ستسخر معظم بل كل طاقاتها من اجل الاستعداد لهذه المواجهة والتي ستؤخر قوات العدو وستوقع به خسائر فادحة بالأرواح المعدات .. حيث ستكون هذه المرحلة دامية والتي تعتبر معركة كسر العظم وتكاد تكون هي المعركة النهائية الكبرى ..

الاسرى والذين هم هدف محدد لتحريرهم فإنهم سيكونون في عين العمليات وتحت القصف حيث من المحتمل انه سيتم قتلهم على يد القوات المهاجمة بدلاً من تحريرهم.

الضغط الداخلي الاسرائيلي والذي يتعاظم يوماً بعد يوم ضد استمرار الحرب وعدم تحقيق الهدف الخاص بهم وهو تحرير الاسرى .

موقف مصر المعارض والرافض إلى احتلال محور فيلادلفيا- صلاح الدين، ونقض اتفاقية فيلادلفيا الملحق لاتفاقية كامب ديفد .

التهجير ومحاولة التهجير والذي الى سيناء والذي ترفضه مصر جملة وتفصيلا وترفض ان يكون هناك نكبة اخرى ..مع ان المؤشرات تشير إلى الاستعداد من مصر لكافة السيناريوهات..او ان هناك اتفاقات معينة فيما بين إسرائيل ومصر.. وهذه بالطبع سيكون نقضاً للاتفاقية الملحقة لاتفاقية كامب ديفد.

الانفاق التي لا تزال تعمل بكامل طاقتها في منطقة الجنوب والتي ستكون نقطة قوة للمقاومة ونقطة ضعف للقوات الاسرائيلية المهاجمة.

تسابق دول الوساطة ومجلس الامن الدولي ودول العالم ومنها الأردن الذي كثف كل جهوده للحؤول دون تنفيذ مخططات اسرائيل لاقتحام مدينة رفح منذرة بوقوع كارثة إنسانية لم يشهدها العالم، مع استمرار إسرائيل بالتجهيز والتحضير والتخطيط للهجوم ضاربة كل المناشدات والمطالبات الدولية والضغط الدولي بعدم الاقتحام ، حيث هدف إسرائيل الضغط على المقاومة من اجل الموافقة على شروطها والتي ترفضها المقاومة وخاصة بقاء قوات الاحتلال في القطاع ورفضها الانسحاب من القطاع وهو شرط أساسي من شروط حركة حماس للموافقة على الهدنة وعودة النازحين الى الشمال بدون قيود وكذلك ادخال المساعدات الانسانية بدون موانع .

تعتمد اسرائيل على امريكا وبريطانيا والمانيا والتي لا تزال تدعم اسرائيل ولم تصرح بشكل واضح وصريح إلى وقف الحرب بل لا تزال تدعم اسرائيل بالأسلحة والعتاد والذخائر وقد وافق الكونجرس على جملة مساعدات ضخمة ( ٢٦ مليار ) وهذا ما يعطي اسرائيل الدافع والتمادي القوي بان ذلك موافقة ضمنية لكل ما تقوم به من جرائم حرب ومجازر ومذابح واقتحامات بحق الشعب الفلسطيني في غزة .

اخيراً امريكا لم تطلب بتاتاً وقف الحرب بل هي تطلب عدم التوسع بالعمليات وتطلب تخفيف نسبة اعداد الشهداء ، وتجنب المزيد من المجازر ..
اسرائيل الان وبعد تسكين عمليات تبادل الضربات مع ايران وظهورها مظهر المظلوم امام الغرب وعودة الحاضنة الغربية بعد ان فرط اصطفافها ، كل ذلك أعطى لإسرائيل إعادة التموضع ضد اهدافها في غزة والتي يعتبر اهمها هو الاستمرار في التخطيط لاقتحام رفح .


تابعوا نبأ الأردن على