د. عبدالله محمد القضاه يكتب: التطويرالسياحي لينابيع وعيون المياه في محافظة عجلون

{title}
نبأ الأردن -

نتيجة للأمطار الغزيرة التي تهطل على محافظة عجلون تفجّرت ينابيع وعيون مياه من بين صخور الجبال الشاهقة والبلدات التابعة لها ، وهذه العيون تشكل فرصة للبلديات في المحافظة لجعلها مقصداً سياحياً مستداماً يرفد ميزانياتها بمصادر دخل إضافية وتساهم في فتح مزيد من فرص العمل لأبناء المنطقة وتعزز مشاريعهم التنموية.


         في العديد من الدول التي لديها ينابيع وعيون مشابهة نجد أنها مطورة بشكل جاذب للسياحة ومعتمدة لدى المكاتب السياحية كواحدة من المقاصد السياحية لجميع زوار هذه الدول ، ويروج لها ضمن برامج ومسارات سياحية متكاملة.


        في محافظة عجلون تحديدا، ورغم جمالية المنطقة وتعدد وتنوع ينابيع وعيون المياه فيها؛ نجد غياباً كاملاً لرؤية تطويرية لهذه الينابيع والعيون ، وربما يعزى ذلك إلى أن صيانة هذه الأعين يقع ضمن مسؤولية مشتركة للبلدية، ومديريات الأشغال والزراعة، وهذا أدى إلى ضياع المسؤولية وغياب الرؤية الإستثمارية لهذه المواقع الهامة من منظور سياحي بحت.


         لقد أشارت رؤية التحديث الإقتصادي إلى جعل المملكة مقصداً رئيسياً للسياحة، وأن عملية تجميل ينابيع المياه والعيون لتحويلها لمعالم سياحية يتطلب مزيجًا من الفن والهندسة الطبيعية، وكون محافظة عجلون تفتقر لوجود سلطة سياحية مختصة، فلا بد من تفويض البلديات صلاحيات كاملة لإستثمار ينابيع وعيون المياه بشكل حضاري وفقا لمتطلبات التسويق السياحي ؛ على أن توفر وزارة السياحة الدعم الفني اللازم لإنجاز ذلك.


        ويمكن لرئيس بلدية عجلون إطلاق مبادرة برعاية رسمية وبدعم من الجهات المعنية، ويمكن توفير رعايات خاصة من مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص لتنفيذ هذه المبادرة، كما يمكن للجهات المانحة أن تسهم بذلك ، إضافة الى إمكانية تعهيد عددا منها للقطاع الخاص كإستثمار يدر دخلاً لهذه البلديات.


        وفي كل الأحوال، يمكن أخذ المقترحات التالية في عملية التطوير المنشودة وصولا إلى مواقع جاذبة ومستدامة، على أن يبادر رئيس بلدية عجلون الأستاذ حمزة الزغول بتشكيل لجنة توجيهية للمبادرة ليتم التحضير لجلسة عصف ذهني للمعنيين بالمحافظة لمناقشة هذه الأفكار وبلورتها على شكل خطة قابلة للتنفيذ الفوري:


·      إيجاد تصميم مكاني جاذب ويتوائم مع المتطلبات البيئية والصحية والجمالية لهذه المواقع.


·      تصميم المناظر الطبيعية: استخدام النباتات المحلية والمناظر الطبيعية المحيطة لتحسين جمالية المنطقة المحيطة بالينابيع والعيون. قد يشمل ذلك زراعة النباتات المائية والأشجار الجميلة وتنسيقها بشكل جذاب.


·      إضاءة جميلة: استخدام الإضاءة بشكل إبداعي لتسليط الضوء على الينابيع والعيون في الليل، مما يخلق أجواء ساحرة ورومانسية.


·      مسارات للمشي ومناطق للإستراحة: من خلال إنشاء مسارات للمشي حول الينابيع والعيون وإضافة مقاعد ومناطق إستراحة حولها، حيث يمكن للزوار الأستمتاع بالمناظر الطبيعية الجميلة والأسترخاء.


·      أنشطة ترفيهية: تنظيم أنشطة ترفيهية مثل التخييم في الهواء الطلق بالقرب من الينابيع والعيون.


·      المعارض الفنية والفعاليات الثقافية: من خلال إستضافة فعاليات فنية وثقافية في المنطقة المحيطة بالينابيع والعيون، مثل المعارض الفنية والحفلات والندوات والعروض الثقافية، لجذب الزوار وتعزيز التفاعل الإجتماعي .


·      مرافق مريحة: توفير مرافق مريحة للزوار، مثل المطاعم والمتاجر الصغيرة التي تبيع الهدايا التذكارية، ووحدات صحية نظيفة ومريحة.


·      التوجيه والتوعية البيئية: القيام بوضع لافتات توجيهية ومعلوماتية تشرح أهمية الحفاظ على البيئة المحيطة بالينابيع والعيون، وكيفية الإستمتاع بها بشكل مسؤول.


        من خلال تطبيق هذه الأفكار وغيرها، يمكننا تحويل ينابيع المياه والعيون إلى وجهات سياحية جميلة وجذابة للسياح المحليين والدوليين، والمحافظة عليها بشكل مستدام، وإيجاد مرجعية تنظيمية " البلدية" تتولى رعايتها بمنظور إستثماري حضاري.


        

تابعوا نبأ الأردن على