منتدى الاستراتيجيات الأردني يدعو إلى زيادة الاستثمار في التعليم

{title}
نبأ الأردن -
أصدر منتدى الاستراتيجيات الأردني ورقة سياسات تحت عنوان "مدخلات التعليم المدرسي ومخرجاته: استغلال الفرص الممكنة لتطوير منظومة التعليم"، من أجل تحليل أهم مدخلات القطاع من طلبة ومعلمين ومدارس وإنفاق، ومخرجاته المتمثلة في أداء الطلبة باختبار البرنامج الدولي لتقييم الطلبة ومؤشر إتقان اللغة الإنجليزية.
كما أدرج المنتدى في الورقة توصيات تهدف إلى تطوير المنظومة التعليمية في الأردن، وزيادة الاستثمار في التعليم.
وأشار المنتدى في ورقته إلى أن رؤية التحديث الاقتصادي أكدت ضرورة التركيز على جودة التعليم والاستثمار في الموارد البشرية لتطوير القطاع، ومواكبة أساليب التعليم الحديثة.
وبينت نتائج التحليل على مستوى المدخلات، بأن قطاع التعليم المدرسي في الأردن شهد تحسناً واضحاً من حيث "متوسط عدد سنوات الدراسة" خلال العقود الماضية، فقد ارتفع من 5.28 سنة عام 1991، إلى 10.45 سنة عام 2021، ما يدلل على ازدياد أهمية التعليم في الأردن.
وارتفع أيضاً عدد مدارس وزارة التربية والتعليم في المملكة بمعدل 8.4 بالمئة، ليصل إلى 4,005 مدرسة عام 2022. وقد شكلت المدارس المملوكة للوزارة ما نسبته 81 بالمئة من إجمالي عدد المدارس التابعة لها، وبلغت نسبة تغطية مدارس المملكة لمختلف المناطق تقريبًا مدرسة واحدة لكل 12 كم2، بينما بلغت تلك النسبة للمدارس الحكومية حوالي مدرسة واحدة لكل 22 كم2.
وعلى مستوى أعداد الطلبة في مدارس المملكة، فقد ارتفعت بنسبة زيادة 35 بالمئة من 1.66 مليون عام 2010، إلى حوالي 2.24 مليون خلال 2022، في حين ارتفع متوسط عدد المعلمين لكل مدرسة من 21 معلمًا عام 2014، إلى 23 معلمًا عام 2022، ليصل إجمالي عدد المعلمين في مدارس المملكة خلال العام 2022 حوالي 137.8 ألف معلم، منهم 93.5 ألف معلم في مدارس الحكومة.
واستعرضت الورقة نتائج دراسة "الحاجات المهنية للمعلمين المتقدمين لجائزة الملكة رانيا العبد الله للتميز التربوي" الصادرة عن جمعية الملكة رانيا للتميز بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، والتي أظهرت بأن المعلمين المتقدمين إلى الجائزة ضمن الفئات كافة، بحاجة إلى مزيد من التطوير والتنمية في مهاراتهم وفق معايير الجائزة الثمانية.
وفيما يخص مخرجات التعليم المدرسي، استعرضت الورقة نتائج البرنامج الدولي لتقييم الطلبة للعام 2022 الصادر عن منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، والذي يهدف إلى تقييم مستوى التطبيق المعرفي والمهارات الأساسية للطلبة (في سن الـ15 عامًا) في مجالات الرياضيات، والعلوم، والقراءة.
وقد قام المنتدى بدراسة نتائج أحدث اختبار لعام 2022 والذي صدر بتاريخ 5 كانون الأول 2023، بهدف قياس مستوى مخرجات قطاع التعليم وجودتها في الأردن، وإجراء مقارنات مع بعض الدول الأجنبية والعربية المشاركة في التقرير، لتحديد مستوى أداء الطلبة الأردنيين.
وقد أشارت نتائج تحليل الاختبار على المستوى الدولي، الى أن متوسط الدرجة الإجمالية لجميع الدول (81 دولة مشاركة) قد بلغ حوالي 440 درجة، حيث تراجع المتوسط العام لجميع الدول بذلك 17 درجة عن الدورة السابقة في عام 2018، كما لوحظ تفوق الدول الآسيوية في نتائج التقييم؛ حيث جاءت كل من سنغافورة، وماكاو، ومن ثم اليابان في المراتب الثلاث الأولى على التوالي.
أما على مستوى الدول العربية التي شاركت في الاختبار، فقد جاءت الإمارات في المرتبة الأولى، تلتها قطر، ومن ثم السعودية، وفلسطين، والأردن، والمغرب على الترتيب.
وأشارت النتائج الى أن الطلبة الذين يعيشون ضمن شريحة (الربع الأعلى) من حيث الظروف المناسبة اجتماعيًّا واقتصاديًّا قدموا أداءً أفضل من الطلبة الذين يواجهون ظروفًا اجتماعيّة واقتصاديّة صعبة (الربع الأدنى)، وبفارق 40 نقطة في مجال الرياضيات.
وقد بينت الورقة أن الإناث قدمن أداءً أفضل من الذكور في مجال الرياضيات (بفارق 15 نقطة) في الأردن ضمن اختبار عام 2022، وفي القراءة بفارق 46 نقطة لصالح الإناث.
واستعرض المنتدى نتائج تحليل اختبار إتقان اللغة الإنجليزية لعام 2023 وعلى مستوى الدول العربية، فقد تركزت معظم النتائج ما بين "درجة إتقان منخفضة" مثل لبنان، والإمارات، وقطر، والمغرب، و"درجة إتقان منخفضة جدًّا" كفلسطين، والأردن، والسودان، وعُمان، باستثناء تونس والتي جاءت من بين البلدان ذات "درجة إتقان متوسطة".
واختتم المنتدى ورقة السياسات هذه بالإشارة الى إن النهوض بمنظومة التعليم في الأردن لا يقع فقط على عاتق الجهات الحكومية المعنية، بل هو مسؤولية مشتركة تشمل فئات المجتمعكافة؛ حيث إن المنظومة التعليمية هي بمثابة حلقة وصل تجمع تلك الفئات، ما يعني أن حدوث خلل في إحداها سينعكس لا محالة على المنظومة بأكملها.
وأوصى المنتدى بضرورة زيادة الاستثمار في التعليم، من خلال رفع مستوى الإنفاق العام على قطاع التعليم (تحديدًا الإنفاق الرأسمالي، والإنفاق على البحث والتطوير في مجال التعليم) من أجل تحسين البنية التحتية وتوفير الموارد اللازمة للمدارس والمعلمين، وبما يتوافق مع الاحتياجات التنموية للأردن.
كما دعا الى إجراء دراسات شاملة لتقييم مستوى البنية التحتية للمدارس الحكومية، وأيضاً تحديد الجدوى الاقتصادية من استئجار مبانيها او امتلاكها، وأسس صيانتها، مشيرا إلى أهمية تحسين وتطوير نظام مراقبة الجودة للتأكد من تحقيق مخرجات التعليم المرجوة.
ولفت المنتدى إلى ضرورة تطوير برامج تدريب المعلمين، من خلال توفير برامج تدريب شاملة ومستمرة للمعلمين؛ لتحسين مهاراتهم ومعارفهم، تستند إلى التقييم والمتابعة، وخاصة في مجالات اللغة الإنجليزية، والرياضيات والتحليل والتفكير الإبداعي، والعلوم، وتوظيف التكنولوجيا.
كما أوصى المنتدى بأهمية تعزيز استخدام التكنولوجيا في التعليم، لتحسين تجربة الطلبة، وتوفير محتوى تعليمي متميز يستند إلى المهارات والمعارف المعاصرة، والتعليم المدمج. بالإضافة الى تعزيز ودعم البحث العلمي في المدارس.
وأضاف المنتدى: "لا بد من تعزيز التفكير الإبداعي والتحليلي لدى الطلبة، وتشجيع الطلاب على تطوير مهاراتهم التحليلية، علاوة على شمول المناهج التعليمية لمهارات التحليل والإبداع".
وأوصى المنتدى بضرورة تعزيز التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني لتحقيق أهداف التعليم، وتوفير التمويل اللازم للتوسع في بناء المدارس، وتوفير الموارد المطلوبة للعملية التعليمية.
تابعوا نبأ الأردن على