صالح الشرّاب العبادي يكتب: المقال المشترك الثلاثي .. الأردني المصري الفرنسي

{title}
نبأ الأردن -
في ظل تكاثف الجهود الدولية لوقف الحرب والحد من التصعيد وضع كلاً من الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري والرئيس الفرنسي.. قواعد محددة لإسرائيل لوقف الحرب ووقف الابادة والمجاعة   للشعب في غزة ..
كلاً من الدول الثلاث مضطلعة بشكل مباشر وغير مباشر فيما يتعلق بالحرب في غزة ،  ومتأثرة بشكل مباشر خاصة الأردن ومصر في مآلات الحرب في غزة ..

فالأردن التي لها اكبر حدود مع فلسطين المحتلة وتضم اكبر عدد من اللاجئين الفلسطينين وينطلق الموقف الأردني الثابت من أن القدس الشرقية أرض محتلة، السيادةُ فيها للفلسطينيين، والوصايةُ على مقدساتها الإسلامية والمسيحية هاشمية، يتولّاها جلالة الملك عبدالله الثاني، ومسؤوليةُ حماية المدينة مسؤوليةٌ دولية وفقاً لالتزامات الدول بحسب القانون الدولي والقرارات الدولية ، لم يتراجع موقفها الداعم والدائم والراسخ في حق الشعب الفلسطيني وتحقيق أهدافه المشروعة في وجود دولة فلسطينية مستقلة، وان عمليات الاستيطان والتهجير في الضفة الغربية هي مهددات لكل الجهود لايجاد حل سياسي شامل للقضية الفلسطينية.

اما مصر فهي التي تحد قطاع غزة من الجنوب وضمن هذه الحدود أهم واكبر معبر حدودي مع دولة عربية وهذا المعبر ينطوي تشغيله والسيطرة علية باتفاقيات دولية فيما أذا اخترقت  بنودها فهي انتقاص حاد من السيادة المصرية حيث يعتبر احتلال المعبر او اغلاقه بمثابة عملية خنق كامل لقطاع غزة وتحويله إلى منطقة معزولة تماما علاوة على تهديدات اسرائيل المستمرة لتهجير الفلسطينيين في غزة خارج القطاع باتجاه مصر الأمر الذي ينذر بكارثة إنسانية ونكبة جديدة ثالثة ترفضها مصر والأردن وفرنسا ودول العالم رفضاً قاطعاً …وهي احدى دول الوساطة بشأن الهدن والهدنة وهي التي تضطلع بملف غزة منذ  سنوات ..

اما فرنسا فهي احدى الدول دائمة العضوية في مجلس الامن  والتي ادركت خطورة الوضع في غزة ومطلعة بشكل دائم على اختراق بشكل فاضح وعلني للقرارات الدولية  من قبل اسرائيل، وعدم اذعان للقانون الدولي الإنساني او قانون حقوق الانسان وقانون الصراعات والحروب ، ففرنسا لها تاثير قوي في مجلس الامن الدولي وخاصة في تطبيق القرارات التي صدرت بحق اسرائيل في وقف الحرب وفرنسا كدولة دائمة العضوية مع الدول الخمس الأخرى فهي اولى بمراقبة تطبيق قرارات الامم المتحدة وتنفيذها على ارض الواقع.

ركزت الدول الثلاث  على وقف الحرب بشكل فوري وتنفيذ قرارات الامم المتحدة 
ووقف عمليات الابادة وادخال المساعدات الانسانية بدون شروط او قيود ..ورفض جميع أشكال التهجير والذي يعتبر بمثابة إعلان حرب سواءاً من قبل الأردن او مصر .

دعت الدول الثلاث إلى التنفيذ الفوري وغير المشروط لقرار مجلس الأمن رقم 2728،  والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة ..
الدول الثلاث ادانت كل عمليات الابادة والتجويع  والتهجير ورفضت بل حذرت من اقتحام رفح  .
رفح حيث من اهم اسباب انسحاب القوات الإسرائيلية ( فرقة ٩٨) من خان يونس هو فسح المجال امام النازحين في رفح إلى العودة الى الشمال كما طلبت امريكا حتى يتم تفريغ رفح وإعطاء حجة لإسرائيل انها أعطت فسحة كبيرة وعدم اعاقة المدنين في العودة والخروج من رفح لتقول للعالم نحن سمحنا للمدنين في الخروج … لذلك نحن سندخل رفح من اجل كتائب المقاومة الفلسطينية في رفح ……. وهذا ما طلبتوه منا عدم قتل المدنيين.
والسؤال، هل ستخرج جموع الفلسطينيين المدنين من رفح ليتم اقتحامها؟
اقتحام رفح من شأنه ان يؤدي إلى اتساع دائرة الحرب في اشارة إلى انه في حال تم ذلك فسيكون إعلان حرب من قبل إسرائيل من المحتمل دخول الجيش المصري والأردني بمساندة فرنسا في التصدي لهذا الاقتحام …وهذا من شأنه توسيع نطاق الحرب والذي حذرت منه الدول الثلاث .

اسرائيل باتت تعي تماماً وتدرك هزيمتها العسكرية والسياسية واتساع رقعة اعدائها وتضييق الخناق الدولي عليها ، وضعضعة وضعها الداخلي ، وانها اي اسرائيل كلما حاولت الهروب الى الامام تغوص في وحل الصراع الذي أنهكها وأوصلها إلى حالة غير مسبوقة من الفوضى والتردي والعداء والعزلة ، بل انها تعيش حالة مضطربة لم تعيشها من عام ١٩٤٨ ..

فهاهي الدول الداعمة على مدى سنوات تتراجع وتتهاوى وتنسحب دولة تلو الأخرى حيث كان اخرها المانيا التي تواجه الان دعوى جاءت في إطار قضية تاريخية رفعتها نيكاراغوا تتهم فيها ألمانيا بـ "تسهيل ارتكاب إبادة" بحق الفلسطينيين، وعدم وفائها بالتزاماتها تجاه القانون الدولي.

لم تحقق إسرائيل اهدافها المزعومة  بالرغم من منحها من قبل واشنطن الوقت الكافي والذي اوجد حالة عدم رضى واتساع الخلاف بين مماطلة نتنياهو وإخفاقات بايدن المتوقعة في انتخاباته القادمة..
وقد أخفقت إسرائيل في تحقيق أهدافها الاستراتيجية قريبة وبعيدة المدى لقطاع غزة اثناء وخلال الحرب او حتى بعد الحرب او في اليوم التالي او المستقبل..لقطاع غزة
بل ان صمود المقاومة الأسطوري ومن وراءها  الحاضنة الشعبية كسرت  عنجهية وكبرياء وغطرسة اسرائيل وجيشها  …

اخيراً من المتوقع ان يكون هناك تحالف دولي ومواقف دولية عربية ودولية تحذو وتسير وفق هذا التحالف الثلاثي الذي بدأ به القادة الثلاث ، كما حذت وسارت دول الاقليم والعالم  وراء عمليات الإنزال الجوي الذي بدأ به الأردن ، حيث اصبح يومياً ومستمراُ ودائماً مما خفف وطأة الحصار المفروض على شعب غزة  سارت خلفه جميع دول العالم في خطة كسرت هذا الحصار الظالم والذي ساهم بشكل كبير وفاعل  في دعم ثبات وصبر الشعب الغزيً على ارضه .
تابعوا نبأ الأردن على