صالح الشرّاب العبادي يكتب: عند حد الوطن .. تسقط كل الخيارات ..

{title}
نبأ الأردن -
لا نريد ان نصل او يتم إيصالنا إلى نقطة الفصل ونقطة الاختيار .. فالوطن إذا ما خيرنا بينه وبين غيره … نختار الوطن ونسقط كل أنواع الخيارات  الأخرى مهما كانت .. ..

لقد جبلت خلايا عقولنا  وزفرات انفاسنا  ومهوى أفئدتنا بتراب الوطن .. لماذا ؟
لاننا عشنا تاريخنا وتاريخ اجدادنا وأجداد اجدادنا لحظة بلحظة مع بوادر وجوده وبذرة تكوينه .. 

عرفنا اركانه  ركناً ركنا .. حتى باتت حبيسة قلوبنا   .. وعشنا كل ثنايا حياتنا نلثم ترابه حتى اختلط  طينه مع  طيننا … 

لم ناتي اليه  طارئين او عابري سبيل او مراقين طريق ..
رافقنا  نشوء مدنه وبلداته وقراه ..
بل كانت ظهورنا وظهور اجدادنا  سنده .. وسواعدنا وسواعدهم  روافده ..

مدارس العلم  في أركانه ،ارضها من اراضي اجدادنا قدموها للعلم والمعرفة  .. جمعوا حجارة بناء معاهده المدرسية حجراً حجراً  .. وحملت الرجال انذاك حصمته وأسمنته على أكتافها … كومة كومة .. 
فشهدوا بناءه وتطوره زاوية .. زاوية ..
وهي كانت نواة العلم والتعليم والتربية…

جيشه منا ونحن منه ، الحصن المنيع والقلعة الصامدة  عقيدته مبنية على الايمان بالله ورسوله، واخلاقه عظيمة باخلاق الفرسان العظماء … لم يسدد فوهات بنادقه يوماً إلا الداخل .. بل هي مشرعة نحو العدو وعلى  من   تسول له نفسه المساس بالوطن …او تجاوز حدوده ..

قضيتنا في بداية حياة كل اردني .. هي ،  فلسطين..فقدمت قبائله وعشائره وعائلاته التضحيات تلو التضحيات والشهداء تلو الشهداء .. بدون متاجره بالقضية او خيانه لأقصاه ومسجده وترابه …

وعدونا الأوحد والوحيد هو اليهود .. هكذا زرعت بنا … بدون مراوغه او تخوين ..او مزاودة او مجاملة  او عنصرية او فئوية او إثنية او طائفية..

لم تكن مواقفنا  وغضبنا وحزننا على تراب فلسطين وما يحصل بها وعلى غزة وما يجري لها طارئاً وقتياً او كان من اجل سلطة او مكسب او نزوة عاطفة رعناء . بل كان صادقاً حقيقياً ثابتاً لا يتغير أو يتبدل حسب المواقف والأهواء .. لم ولن نبيع او تقايض او نقبص ثمن هذا المد العاطفي السرمدي التاريخيّ الذي يشهد له القاصي والداني ..

فحب الأردني حب صادق
وجهاده في سبيل الحق ثابت 
لا ينثني له ساعد ولا يرتد له زند .. في حبه وبذل كل كل ما يملك من أجل فلسطين..

أما إذا  وجد او حس الأردني  او شبه له  او دخل في جوفه الشك  ،  ان هناك من يريد خراب الوطن ، او حرق الوطن او المساس بأمنه او كرامته او جعله سلعة لمن هم خارج الوطن لتهييج البعض او تمرير اجندات مشبوهة او تلقي رسائل ظاهرها ازرق وباطنها اسود .. 
فاننا في تلك اللحظة ..  نختار الوطن ونسقط كل أنواع الخيارات الأخرى مهما كانت ..

لقد رضينا بقيادتنا ورضت بنا ..وعاهدنا الله ان يكون الوطن امانة في أعناقنا جميعاً قيادة وشعب وأمة…. وعاهدنا الله وعاهدنا انفسنا وعاهدنا قيادتنا ،  وقيادتنا عاهدتنا ان الدفاع على الوطن واجب علينا جميعا ضد  كل من يريد به سوء او يريد ان يلحق به اذى او يجعله  ساحة للأجندات الخارجية ..
او صهوة تمتطي  من اجل المصالح  الشخصية او جعله  موجه يركبها البعض ليمرر مخططاته الخبيثه .. 

اقول لمن لا يعرف الوطن إلا من خلال كومة حجارة المصنعة وتطبيقاته الذكية وموارد امواله الملونه .. اننا نعرف وطننا من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه .
نعرف الهبر والدميثه، نعرف الحدلات والركبان ..  نعرف تل المسمى وتل شهاب ..
نعرف خشيبه وتتن والكرانتبنا والربيع ..
نعرف خشاع السلاتين وعمراوه  ودير الجن ..
نعرف تل الأربعين والسلطاني والسطيح وعنازه وعنيزه .. 

نعرف محافظاته الاثنى عشر.. ونعرف حدوده جيداً ..  حتى باتت تلك الحدود محفورة في اذهاننا  .. فلا تغيب عنا ولا تغيب عنها ..

اخيراً لا يحاول البعض الخبيث إجبارنا على الاختيار في غمرة التحديات والأزمات وغمرة دعمنا وصمودنا ومواقفنا تجاه اهلنا في غزة وفلسطين..فحتماً نختار الوطن بدون تردد مهما كانت النتائج …


تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير