ميسر السردية تكتب : يا أهل الخيل

{title}
نبأ الأردن -
كانت جدتي رحمها الله تخاف اللصوص لدرجة الوسواس القهري، علما أن جميع أبواب ومداخل بيتنا مشرعة على بركة الله، ناهيك عن أنه لايوجد لدينا ما يغري بمغامرة السرقة أصلا.
َولشدة خوفها كانت إذا ما سمعت طقطقة بالقرب من دارنا، وقد يكون ذلك كلبًا مارًا بنا أو قطًا يطارد قطة، تتجمد في فراشها وتلزني في حضنها  منادية بأعلى صوتها "يا أهل الخيل.. يا أهل الخيل" وتقصد بأهل الخيل الفرسان ، و بذلك النداء تريد تخويف اللص الذي تظنه من جهة، ووصول  نجدة من جهة أخرى .
ذات مرة دبت النداء في ليلة من ليال شباط بعد أن سمعنا قرقعة ضخمة مصدرها المطبخ، في ذلك الزمن كان مطبخنا غرفة في حوش الدار.تبعد عن غرف نومنا مسافة أمتار. 
فزع جدي على صوتها من مضافته يستطلع الأمر-كان الرجال  في قريتنا ينامون في مضافاتهم-، وجد قطة تبرق عيناها في إحدى القُرن، يتضح أنها قفزت قفزة فأطاحت بأواني الطعام من على العرزال...
عاد لجدتي التي قعدت في فراشها تنتظر الخبر... سألته ما الذي وجده هناك ؟! رد عليها: ترى هبلتينا يا أنثى، كل ليلة والثانية تصيحين يا أهل الخيل... هو ظل بالبلاد أهل خيل وزلم ليل.. نامي ولا عاد اسمع حسك.....
تابعوا نبأ الأردن على