زهدي جانبيك يكتب: عودة الى الزمن

{title}
نبأ الأردن -
يقال، يكفاك شر ختيار ماتت اجياله، وشاب تغرب لوحده، وانا من الصنف الأول ختيار...
تم تكليفي بإدارة الام في محافظة عجلون... بدأت عملي هناك يوم جمعة، فوصلتهم على ظهر فرسي (دراجة نارية)، وكان المحتجون يغلقون الطرق عند إشارات عبين... أوقفت فرسي وسط الجموع وجلست على سرجها استمع للناس وارى بأن عيني وهم لا يعرفونني... ورأيت قوات الشرطة على بعد 50 مترا يقفون، وتلهتيفة ولله باء يتناوبون المايك، وبقي الحال على ذلك ساعة زمان ثم انصرف الجميع...
اثناء جلوسي بين الجموع لاحظت ان بعضهم سريع الملل، لكن وجود الشرطة يبقيهم في الموقع... انتهت الوقفة الاحتجاجية وبدأ الأمن الوقائي في البحث عن سائق الدراجة الذي شارك الجموع وقفتهم الاحتجاجية وما هو هدفه؟... لحظات، وكنت ادخل مديرية الشرطة على ظهر فرسي... طلبت قائد كتيبة الدرك، ورئيس شعبة العمليات، ورئيس المركز الأمني المختص للاجتماع، وطلبت منهم إلغاء التواجد الأمني نهائيا حول المتظاهرين اعتبارا من الجمعة التالية... شككوا باقوالي ، وخالفوا التوجيه، فقاموا بالخفاء الدرك في مديرية الشرطة للاسناد واختصروا عدد رجال الأمن الى النصف تقريبا (عشان خاطري) ولكنهم اصبروا على التواجد قرب المتظاهرين...واحترمت حرصهم... الجمعة التالية طلبت من كتيبة الدرك البقاء في معسكرهم... وطلبت منح الافراد استراحتهم الأسبوعية المعتادة... طلبت من الأمن الوقائي اعتلاء احد المنازل، وتصوير الحدث بالفيديو، ومنعت جميع رجال الأمن من التواجد قرب المتظاهرين... فقل عدد المشاركين الى النصف ، وانتهت الوقفة الاحتجاجية بوقت اقل... بعد ثلاثة أسابيع من تكرار الأمر لم يبق في الشارع سوى خمسة أشخاص فقط... وتم تصوير من يقودهم وهو يشكوا مكبرات الصوت ان لا أحد يهتم بالوطن، ولا احد يشارك بالاحتجاج، بل حتى الأمن العام لم يعد يهتم...
حاولوا تغيير مكان الاحتجاج، إلى وسط المدينة عند الجامع الكبير... ولم يتغير شيء... فتوقفت الوقفة الأسبوعية الاحتجاجية لوحدها... وكفى الله المؤمنين شر الاشتباك...
لماذا هذه القصة؟؟؟
لان الماضي والحاضر والمستقبل عندي سيان داخل الوظيفة وخارجها... والسلام
تابعوا نبأ الأردن على