د. أسمهان ماجد الطاهر تكتب: ذكرى يوم الأرض

{title}
نبأ الأردن -

إن التعلق بالأرض سمة مشتركة تجمع الناس في كل مكان، فاحتلال ومصادرة الأرض، تعادل مصادرة هوية الشعب وتاريخه ومستقبله.
على مدى عقود طويلة، عانى ولا يزال يعاني الشعب الفلسطيني، من انتهاكات العدو الصهيوني، العدو الذي سرق الأرض ويريد أن يسرق الهوية، ويمحى تاريخ عروبة الأرض بفلسطين.
يحيي الفلسطينيون سنويا ذكرى يوم الأرض ب 30 آذار/ مارس.
 
ذكرى يوم الأرض، مناسبة أصبحت عيدا للأرض والدفاع عنها منذ عام 1976، حصلت الهبة التي استشهد بها ، 6 مواطنين وجرح 49 واعتقل أكثر من 300 آخرين.
لقد كان يوم الأرض ، بمثابة هبة الجماهير الفلسطينية في أراض ال48 عام 1976، معلنة عن صرخة احتجاجية في وجه سياسات المصادرة والاقتلاع والتهويد التي انتهجتها إسرائيل، وتمخضت عن هذه الهبة ذكرى تاريخية سميت ب "يوم الأرض".

في ذلك العام تم طرد حوالي 300 ألف فلسطيني من الضفة الغربية خلال النكسة عام 1967، وبدأت إسرائيل احتلالها وأقامت المستوطنات اليهودية في المناطق التي غادرها اللاجئون. وعلي مدى السنوات الماضية من الاحتلال ، استمر هذا التطهير العرقي من خلال التوسع الاستيطاني والتهجير القسري.

ويعتبر يوم الأرض نقطة تحول في العلاقة بين (الكيان الصهيوني) وفلسطينيي 48، إذ إن الجماهير الساخطة ارادت أن تثبت للمحتل من هم "أسياد الأرض"، وكان هذا التحدي العلني الجماهيري الأول للكيان المحتل.
 
يوم الأرض ساهم بشكل مباشر في توحيد وحدة الصف الفلسطيني وتكاتفه. لقد شكل يوم الأرض نقطة تحول في التوجهات والأدوات المعتمدة للنضال الفلسطيني داخل إسرائيل.
يوم الأرض، بداية قام بها الفلسطينيون، بتنظيم وجودهم تدريجيا كمجموعة وطنية من داخل فلسطين المحتلة وخارجها، تضغط على الاحتلال في نضال مستمر، لا يمكن وصفه بأنه سهل.

يوم الأرض مناسبة للفلسطينيين في كل مكان، يتجمعون حولها (بالإضافة إلى إحياء ذكرى النكبة). منذ عام 1976، يحتفل الفلسطينيون في كل أنحاء فلسطين وفي الضفة الغربية وقطاع غزة وفي الشتات بيوم الأرض لتأكيد التزامهم بأرضهم ووطنهم ولإظهار أنهم لم يستسلموا لسياسة إسرائيل المستمرة المتمثلة في مصادرة أراضيهم.

إن أهمية يوم الأرض لا تكمن في الاعتراف بالفظائع الماضية التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني، بل تكن أهميتها في مواجهة الخطاب العنصري الذي تطرحه إسرائيل.

يوم الأرض ذكرى تنادي بتحرر الأرض المحتلة وإعادة فلسطين لأهلها، وهي عنوان كبير جدا، يحمل رسالة واضحة مفادها "نريد فلسطين من النهر إلى البحر.

في يوم الأرض... قصائد الشعراء تثور، فهذا شعر درويش يتردد في أروقة الموقع التاريخية منشدا؛
"في شهر آذار قالت لنا الأرض أسرارها
في شهر آذار تنتشر الأرض فينا،،
كأن الهياكل تستفسر الآن عن أنبياء فلسطين في بدأها 
المتواصل،،
هذا نشيدي
وهذا خروج المسيح من الجرح والريح
وهذا صعود الفتى العربي إلى الحلم والقدس.
عاشت فلسطين، الأرض، أم البدايات أم النهايات".

فلسطين العزة والكرامة وأهلها يستحقون الحرية والاستقلال والحياة الكريمة.
a_altaher68 @ hotmail. com
تابعوا نبأ الأردن على