د.تيسير أبوعاصي يكتب : ماراثون اليوناني

{title}
نبأ الأردن -
" فيديبيدس" مقاتل يوناني جسور محب لوطنه، استبسل بإقدام دونما إبطاء في الدفاع عن ثغور اليونان من هجوم الفرس، الذين كانوا يطمحون في الاستيلاء على أوروبا قاطبة، وعقبتهم الكأداء في الوصول إلى ذلك هي اليونان.

 بدأت المعارك، وذهب ضحية الذود عن حياض البلاد العديدُ من القتلى والجرحى، ودفعت اليونان بمقاتليها للحفاظ على حدودها من الاختراق والتشظي ذروة ما لديها من عتاد وعدة ونخب قياداتها ومقاتليها الأشداء، الذين ينذرون أنفسهم للتضحية في سبيل أرضهم، فكان الأمر كذلك إلى أن قُيِّض لهم النصر، فانتزعوه رغم قوة المهاجمين، فجاءهم مكللًا بأزاهير العزة والمجد.

 حين هدأت المعارك ووضعت الحربُ أوزارها، وتراجعت جيوش الفرس منكفئة، تسرب خبرٌ إلى جيش اليونان بأن الأعداء سوف يعيدون هجومهم من جهة أثينا، فما كان من أحد المقاتلين في الجيش اليوناني إلا أن انطلق راكضًا إلى أثينا؛ لكي يبلغهم بالفوز قبل أن يباغتهم الغزاة، حتى لا تنهار لديهم الروح القتالية، بل ليتصدوا بذات الشجاعة ويواجهوا جحافل الغزاة بعزيمة متصاعدة، متكئة على رافعة من النصر الذي تحقق مكرسين ذلك بنصر نهائي شامل ومؤزر .

 إن ذاك المقاتل الذي قضى في تلك الرحلة الشاقة ودفع حياته جراء معاناته من الجهد والإرهاق والتعب ، هو "فيديبيدس" ، حيث قطع ما يعادل 40 كيلومترًا، وهي المسافة ما بين أرض المعركة على جبل اسمه [جبل ماراثون] و [أثينا] وكان ذلك في العام 490 قبل الميلاد.

 منذ ذلك الحين أصبح سكان أثينا ينهجون نهج طقس من طقوسهم، حيث يركضون ويتسابقون من جبل ماراثون إلى أثينا إحياء لتلك المناسبة، وشعورًا بألم المحارب "فيديبيدس" ومعاناته؛ ليُصبح السباق بعدها من أشهر السباقات في العالم .
تابعوا نبأ الأردن على