صالح الشرّاب العبادي يكتب: القرار والهدنة والاقتحام ..

{title}
نبأ الأردن -
ثلاث مسارات متوازية  تنشغل بها دول العالم الاول والثاني والثالث ،  تهدف جميعها إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة ووقف المجازر اليومية ضد المدنين من قبل الآلة العسكرية الاسرائيلية الأمريكية والغربية .. ووقف قتل المرضى والمصابين في  المستشفيات 
ووقف المجاعة  المتعمدة المميتة ..
تم استصدار قرار اممي بعد اجهاض جميع القرارات السابقة من قبل الادارة الاميركية، والذي ينص على وقف اطلاق فوري خلال شهر رمضان ، وهو قرار ياتي تحت الفصل  السادس من ميثاق الامم المتحدة وهو ملزم  ولكنه  يحتاج إلى ادوات تنفيذ عملية دبلوماسية ، سياسية، واجراءات قانونية واقتصادية وضغط دولي ، ومزيد من الاجراءات من اجل التفاوض والتسوية ..
وغالباً من يصاحب هذا القرار في حال تعنت اطراف الصراع إلى مقاطعة دبلوماسية ثم اقتصادية ثم عقوبات صارمة ومنع توريد الأسلحة والذخائر.. وغيرها من الادوات التي لا تصل الى استخدام القوة حيث تدخل هذه العملية تحت الفصل السابع من الميثاق..
لكن مع كل ذلك ، عادت امريكا لإرضاء اسرائيل على هذا الخطأ الذي ارتكبته كما اتهمتها اسرائيل لتؤكد لها ان القرار غير ملزم ويحق لإسرائيل الاستمرار وهاهي مستمرة بلا هواده بل زادت حدة القتل والابادة والتدمير .. والحصار المستمر .

في موازاة ذلك تجري الان في دول الوساطة ( قطر ، مصر ) محاولات كبيرة برعاية امريكية ( رغم انها شريكة في الحرب مع إسرائيل) التوصل إلى تقريب وجهات النظر وتسطيح الخلافات الكبيرة في شروط وطلبات كل من المقاومة الفلسطينية وإسرائيل.. في ظل اتهام مبطن من قبل إسرائيل ان قرار مجلس الامن قد افشل المفاوضات التي تجري في قطر .

وهذه الهدنة فيما إذا نجحت فانها ستكون اداة من ادوات قرار مجلس الامن الدولي الصادر بهذا الخصوص ، في التوصل إلى وقف لإطلاق النار والبدء في تنفيذ ما اتفق عليه، من تبادل الأسرى وادخال المساعدات والبناء على هدنة طويلة الأمد يجري من خلالها الاتفاق على اليوم التالي للحرب والذي يتم التحدث عنه حتى في قبل نهاية اليوم الحالي الذي لا يزال ينزف ..

في الوقت نفسه يهدد نتنياهو في كل تصريح باقتحام رفح مدعياً ان الانتصار هو في ذلك الاقتحام بالرغم من مزاعمه في كل مرة وفي كل اقتحام للجيش لغزة ومدنها من شمالها الى خان يونس ،  ان الانتصار في الاقتحام التالي .. في محاولة مستميتة للبحث عن حالة انتصار ولو وهمي امام كل أنواع الفشل المدوي  الذي مني به الجيش امام صمود المقاومة وبالتالي فشله وحزبه المتطرف ..
يضغط العالم لعدم اقتحام رفح ، ويصر نتنياهو على اقتحام رفح…. وأمريكا تطلب عدم  البدء بالاقتحام    إلا بعد تقديم ضمانات ، ومن هنا يجتمع وفد إسرائيلي مع الادارة الامريكية من اجل ايجاد بدائل عن اقتحام رفح مقابل تقديم الأسلحة والذخائر .
اما بدائل اقتحام رفح فهي حتماً ستكون أقسى إذا ما كأنت أسوأ من اقتحام رفح ..
وعند التحليل والتوقع بهذه البدائل فهي لا تتعدى عمليات تهجير كبرى من رفح الى مخيمات  جاهزة في الشمال والغرب والشرق ، والعمل على تأمين الحدود مع مصر على مسافة ١٤ كلم  بمنع كامل وحجر كامل بجدار طولي يغرز بعمق ٥٠ متر على الاقل بطول ٥٠ متر ..مع كل امكانيات المراقبة البصرية والنارية والكهربائية..
وبعد ذلك ستبدأ عمليات الاغتيالات والتدمير الممنهج بشكل دقيق بواسطة الذخائر والقذائف والتي تزود بها أمريكا لهذه الغاية تحديداً .. حيث بدأت بالفعل استراتيجية الطرق على اسطح المنازل من خلال تدمير بيوت بعينها بيتاً بيتاً في رفح على اثر الضغوط الدولية ومطالبات أمريكا بتغيير استراتيجية  اقتحام رفح .. وهو أسلوب نتنياهو في اطالة امد الحرب لأطول مدة ممكنة بهدف بقاءه في السلطة من جهة وانتظار نتيجة الانتخابات الرئاسية الامريكية ونجاح ترامب المامول لنتنياهو.

مع كل مسارات الحلول .. ومع كل هذه الخلايا العالمية التي تسعى ليل نهار في وقف الحرب .. إلا انها لغاية الان قد فشلت في تنفيذها وتطبيقها على اسرائيل… والنتيجة ان اسرائيل هذه الدولة المزعومة هي متمردة بالكامل … وهي مقتنعة بالكامل انها لن تخضع او تعاقب او تخشى ذلك مستقبلاً … بسبب الدعم الأمريكي والدعم الغربي وبعض الدعم العربي …

اخيراً لن ترفع امريكا الغطاء السياسي واللوجستي عن اسرائيل مهما كان هناك من خلافات وان كانت قد استطاعت امريكا ان ترسم الخطوط العريضة لاقتحام رفح 
فهم متفقون على الاهداف ولكن مختلفون على ادوات التنفيذ  ..


تابعوا نبأ الأردن على