كي لا تغلب شهوة البطن حكمة الصوم.. متخصصون: لا تتسوق وأنت جائع

{title}
نبأ الأردن -
 ما أن يطل هلال الشهر الفضيل حتى يتزاحم الناس في الأسواق والمولات لشراء ما يلزم وما لا يلزم لتحضير وجبة رئيسية واحدة نكتشف بعد الإفطار أن نصفها زاد على حاجة أفراد الأسرة.
ووسط نداءات تنصح بالتسوق الذكي، وجهت الجمعية الوطنية لحماية المستهلك من خلال حملة "لا تتسوق وأنت جائع" جملة من النصائح الإرشادية من أجل تغيير وتعديل النمط الاستهلاكي والشرائي والذي يلاحظ ارتفاع وتيرته بجلاء في شهر رمضان، والحد من هدر الطعام الذي وصل إلى 93 كيلو غراما سنويا للفرد الأردني بحسب وزير الزراعة خالد الحنيفات خلال إطلاقه الحملة الوطنية التوعوية لتوجيه السلوك للحد من هدر الغذاء.
لقد تأكد أن تنظيم السلوك الإنفاقي خاصة في الشهر الفضيل تجعل إدارة الميزانية المرصودة لهذا الشهر ممكنة في ظل ارتفاع تكاليف بعض السلع نتيجة زيادة الطلب عليها، بحسب متخصصين دعوا في أحاديث لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) إلى اعتبار شهر رمضان كأي من أشهر العام.

وقالوا، إن تغير الأنماط الاستهلاكية في شهر رمضان ليس مبررا ويمكن للمرء أن يدير دفة المصروف لمستلزماته الفعلية بحكمة ووعي دون الالتفات لبريق الإعلانات.
أخصائية أصول التربية هبة أبو حليمة لاحظت أنه تبعا للعادات والتقاليد المتبعة في شهر رمضان المبارك في مجتمعنا تتبنى بعض الأسر من منظور خاطئ مضاعفة كميات الطعام الموجودة على مائدة الإفطار، وتقول: لو ضبطنا سلوكياتنا في هذا الشهر وشعرنا مع الآخرين -دون أن نحرم أنفسنا- فسيمر رمضان دون تبذير أو إسراف فالوجبة الغذائية ما هي إلا تناول المرء لحاجته فقط.

ولفتت إلى ازدياد شهوة الصائم للطعام ما يدفعه الى شراء ما لا يحتاجه، موضحة أن تحضير مائدة إفطار تشتمل على أصناف كثيرة يوميا يتنافى مع شعور المؤمن مع أخوانه ممن يعيشون ويلات الحرب أو أولئك الذين قدر عليهم رزقهم فالأصل في رمضان التقرب الى الله تعالى بالأعمال الصالحة.
وأضافت، يجب على الانسان العيش في رمضان على قدْر معين بحيث لا يختل ميزان الإنفاق لديه وتقليل شراء الأطعمة غير المبرر وبالتالي هدر الطعام ما يجعل من الصعب التحكم بالميزانية الشهرية المرصودة خاصة في ظل ارتفاع أسعار كثير من السلع، عازية ارتفاع مستوى الإنفاق في رمضان إلى سبب آخر هو الأساليب التسويقية البراقة لبعض المنتجات والتي تدفع الصائمين لشراء اصناف غذائية جديدة بهدف تجربتها.

خبير التسويق ووسائل التواصل الاجتماعي يزن نوفل يقول إنه ومنذ أن انتشر وباء كورونا، تغير مفهوم التسوق ليصبح عبر التطبيقات أو المواقع الالكترونية أو عبر صفحات في وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرا الى أن العادات الشرائية للناس غالبا ما تتغير مع صرف مستحقاتهم الشهرية حيث يلاحظ زيادة الانفاق تلك الفترة.
إن سهولة وصول الإعلان الالكتروني الذي يروج للسلع هي سبب سيكولوجي آخر يدغدغ مشاعر المستهلك وتدفعه للتسوق من غير حاجة ضرورية، فعن طريق التطبيقات بإمكان الزبون إجراء مسح لسعر السلعة في أكثر من متجر دون الحاجة لترك مكانه، موضحا أنه لوحظ قبل أيام من الشهر الكريم انتشار الاعلانات بطريقة مكثفة على الشبكة العنكبوتية لجميع القطاعات والأنشطة الاقتصادية.
من الجانب الاقتصادي، يعتبر رئيس قسم الاقتصاد في الجامعة الأردنية الدكتور رعد التل أن شهر رمضان هو فرصة لتنشيط الاقتصاد المحلي بسبب الزيادة المحتملة في الاستهلاك، حيث يشهد القطاع التجاري والمطاعم والفنادق طلبا مرتفعا خلال هذا الشهر، ولهذا تواجه بعض الأسر خلال الشهر الفضيل تحديات مالية بسبب زيادة الإنفاق.
ونصح التل الأفراد بوضع خطة مالية دقيقة واختيار الأولويات بعناية، ومراعاة مبدأ الادخار والاستثمار في هذا الشهر لضمان الاستقرار المالي في المستقبل وتحقيق التوازن في الإنفاق.

من جانبه يعتقد أستاذ الاقتصاد في جامعة اليرموك الدكتور محمود هيلات أن ما يحدث في غزة والحرب الدائرة هناك أثّر على حركة الأسواق وجعلها مختلفة عن أي رمضان سابق، داعيا المتسوقين لانتهاج سياسة انفاق انكماشية بحيث ينفقون بالحد الأدنى كنوع من الحذر نتيجة الظروف المحيطة، فالتحوط سلوك طبيعي ومفهوم.

وأضاف هيلات، إن الأسعار في رمضان عادة تكون أعلى من إمكانيات معظم المواطنين الذين تتراح دخولهم الشهرية في فلك 400 دينار أردني، عازيا ذلك الى زيادة الطلب على السلع إضافة إلى حركة تصدير البضائع، وحرب أوكرانيا التي أثرت على سلاسل الإمداد.
تابعوا نبأ الأردن على