ورشة لمركز القدس بعنوان: "المشاركة طريقنا لتدعيم الأردن ودعم فلسطين"

{title}
نبأ الأردن -
وجهاء وناشطون من جرش ومخيم سوف يؤكدون أن المسؤولية الأولى لرفع معدلات المشاركة تقع على عاتق الحكومة والأحزاب
بمشاركة أكثر من 70 من وجهاء ونشطاء وناشطات جرش ومخيم سوف، نظم مركز القدس للدراسات السياسية وملتقى الشواهد للأدب والثقافة ندوة حوارية بعنوان: "المشاركة السياسية.. طريقنا لتدعيم الأردن ودعم فلسطين"، تحدث فيها كل من الأستاذ عريب الرنتاوي مدير عام مركز القدس للدراسات السياسية، وعضوة مجلس النواب الأستاذة دينا البشير في قاعة لجنة خدمات مخيم سوف.
تحدث الرنتاوي في مداخلته عن الموقفين الرسمي والشعبي تجاه الحرب على غزة وقال أن الموقف الرسمي الأردني كان الأقوى والأفعل من بين جميع المواقف الرسمية العربية، حتى بالنسبة لدولٍ أكثر قوة واقتداراً من الأردن، وهو ما يعكس المكانة المركزية للقضية الفلسطينية في الأردن، منوهاً بالموقف الشعبي الأردني الذي تميز بالحضور الكثيف في ميادين الدعم والاسناد والتضامن مع الأهل في غزة وفلسطين...وأوضح الرنتاوي أنه وبالرغم من الفضاء المفتوح للتعبير عن الرأي وحرية التعبير تجاه الأحداث التي تشهدها القضية الفلسطينية، إلا أن المشاركة السياسية تعد عنصراً ضروريا لضمانة تصليب الموقف الأردني واستدامته، وتعزيز قدرته على مواجهة الضغوط والتحديات، ذلك أن المشاركة السياسية تسهم في تقوية الجبهة الداخلية وقيام برلماناتٍ وأحزابٍ قوية وهوية وطنية جامعة ومنظومةٍ من الحقوق والحريات، من شأنها سد أية ثغرات يمكن توظيفها لإضعاف الجبهة الداخلية. 
وفي سياقٍ متصل أشار الرنتاوي إلى أن الإقبال الكثيف للشباب على ميادين المشاركة السياسية والحزبية، يوفر فرصة نادرة لترجمة إرادة الدولة بالإصلاح السياسي، داعياً لضرورة حفز هذا المسار عبر المشاركة الكثيفة والواعية في اختيار الأحزاب السياسية والمرشحين في الانتخابات المقبلة، ومنوهاً إلى أن الانتخابات القادمة تعد محطة هامة في التفريق بين الأحزاب القوية والضعيفة، مؤكداً على أهمية منح المرحلة الحالية مزيداً من الوقت في ظل ما عاشته المشاركة السياسية والحزبية من انتكاسات، أثرت سلباً على مستوى القناعة بأهميتها وجدواها، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة توفر أعلى درجات النزاهة والشفافية في إجراء الانتخابات حفاظاً على "شرف" صناديق الاقتراع. 
من جانبها أشارت عضوة مجلس النواب الأستاذة دينا البشير إلى أهمية المشاركة السياسية والحزبية ودورها في انتاج برلمانات قائمة على العمل الجماعي، مؤكدةً بأن من التحديات التي تواجه العمل النيابي هو الحالة الفردية التي يعيشها وعدم وجود كتلة نيابية تعمل بشكلٍ جماعي، منوهةً بأن ما يغلب على عمل هذه الكتل هو الطابع الفردي.
وأشارت البشير إلى أهمية الانخراط بالأحزاب نظراً لدورها في عملية التنشئة والتنمية السياسية، ووضع برامج قابلة للتطبيق، ولفتت لأهمية قانوني الانتخاب والأحزاب والتعديلات الدستورية ودورها في تعزيز مشاركة المرأة والشباب وضرورة تفعيل كافة مؤسسات الدولة لأدوارها من أجل تعزيز هذه المشاركة، وفيما يخص قانون الانتخاب نوهت البشير لأهمية عتبة الحسم ودورها في عملية تشكيل القوائم الانتخابية وجعلها أكثر صلابة. كما أعادت التأكيد على وجود ضمانةٍ ملكية وتشريعاتٍ ضامنة لانخراط المواطنين بالأحزاب مُشيرة لقانون الأحزاب الذي أكد على عدم ملاحقة الحزبيين أو التضييق عليهم بسبب انتماءاتهم الحزبية واعتبار ذلك مخالفةً يُعاقب عليها القانون. 
في المقابل، تمحورت مداخلات المشاركين وتساؤلاتهم حول ضرورة تعزيز دور الإعلام في الثقافة الحزبية وحفز الانخراط بالأحزاب، ومدى استعداد المجتمع الأردني للانخراط بالأحزاب في ظل ما مر به من مراحل أبرزها حقبة الأحكام العرفية، وأستذكر المشاركون دور الأحزاب الأيديولوجية في انتاج النخب المهنية والمتعلمة وما كانت تلعبه من دورٍ في توفير فرص الابتعاث والتعليم للخارج، كما لفت المشاركون إلى أهمية تطوير منظومة التعليم في المدارس والجامعات وتخصيص مقررات دراسية تُعنى بالتنمية والمشاركة السياسية، وأكد المشاركون على أن مسؤولية رفع نسب المشاركة بالانتخابات تقع بالدرجة الأولى على عاتق الأحزاب السياسية والحكومة، منوهين لأهمية اتخاذ الإجراءات التي من شأنها تعزيز ثقة المواطن بمسار التحديث السياسي. 
وكان الدكتور حمزة الحوامدة عميد كلية الأعمال في جامعة جرش قد تولى إدارة أعمال الحوارية حيث أشار في كلمته الافتتاحية إلى مراحل نشأة وتطور الحياة الحزبية منوهاً إلى أن الأحزاب السياسية موجودة من قبل تأسيس الإمارة ومؤكداً على دور الطلبة الذين كانوا يدرسون في الخارج في نقل الوعي بأهمية الأحزاب إلى داخل الأردن، كما أشار إلى أن المرحلة الحالية تعد فرصة لتعزيز وتكريس الثقافة الحزبية والنهوض بالعمل السياسي. 
وكان الرنتاوي قد وجه في بداية الورشة ونهايتها الشكر والتقدير للجنة تحسين خدمات مخيم سوف، ورئيسها المختار عبد المحسن بنات، والسيد ثابت الشريف رئيس ملتقى الثوابت للأدب والثقافة، والشيوخ والوجهاء، وخص بالذكر الشباب والنساء الذين كان لهم حضوراً متميزاً في الورشة.

تابعوا نبأ الأردن على