زهدي جانبيك يكتب: السياسة البريطانية كما السياسة الأمريكية سياسة وأحزاب وانتخابات واقتصاد وابتزاز

{title}
نبأ الأردن -
كتب خير الدين الزركلي كتابا يحوي مذكراته في عمان ليوثق عمله مفتشا عاما في وزارة المعارف ورئيسا لديوان الحكومة الاردنية الاولى بين عامي 1921 و 1923... وتم نشر الطبعة الاولى منه في الاردن عام 2009.
من الكتاب...
بدايات سنة 1921 انفجرت ثورة الكورة وحكومتها الطامحة الى الاستقلال بقيادة كليب الشريدة ، وكان سبب هذا الانفجار مقتل العريف حمادة السليمان الاربدي على يد عرب الشقيرات من قرى الكورة.
ودارت معركة بين ثوار الكورة بقيادة كليب الشريدة وبين قوة درك الحكومة وانتهت المعركة بهزيمة ساحقة لقوات الدرك بعد ان تم قتل بعضهم وجرح البعض الاخر واسر كامل القوة. وكان العامل الحاسم في الهزيمة هو نقص الذخيرة بسبب عدم توفر الاموال اللازمة لتسليح الدرك.
بعد الهزيمة تم ادخال مجموعة من الطائرات الانجليزية (4 طائرات) ومجموعات من الجنود الانجليز بحجة حماية الطائرات. فاحتج رئيس الوزراء رشيد طليع على ادخال القوات الاجنبية الى الاردن دون علم الحكومة أو اذنها ، وارسل كتاب احتجاج الى المعتمد البريطاني ، والذي بدوره لم يجيب على الرسالة واكتفى بالشكوى على رشيد طليع لدى الامير (الملك)، فقام الامير بدوره بابلاغ رشيد طليع بان الجنود الانجليز دخلوا بمعرفته وعسكروا قرب مقره في ماركا حيث يوجد المطار ايضا.
حزب الاستقلال (ما شاء الله).
كان الزركلي عضوا في حزب الاستقلال العربي بمعية رشيد طليع الذي تم تكليفه بتشكيل اول حكومة اردنية في عهد الامير (الملك) عبدالله الاول. اشترط طليع على الملك ان تكون الحكومة دستورية ذات مجلس نيابي ووافق الملك (الامير).
وعلى اثر ثورة الكورة اعاد رشيد طليع تذكير الملك (الامير) بضرورة اجراء الانتخابات ، فرفض الملك ، وتحت الحاح واصرار رشيد طليع وافق الملك على انتخاب مندوبي المدن والقرى على ان يتم تعيين مندوبي العشائر تعيينا وليس انتخاباً، فرفض رشيد طليع ذلك. وبين اصرار رشيد طليع ورفض الامير لم يتم اجراء الانتخابات.
ومن الطرائف ان حزب الاستقلال كان قد تأسس في سوريا، وبعد ميسلون تفتت وتشتت.
ولم يكشف رشيد طليع ولا الزركلي عن انتمائهما الحزبي للامير، الا ان الامير هو الذي فاتح طليع بالامر وطلب منه ان يكون لدينا أحزاب (وما أشبه اليوم بالأمس) ...
فخرج طليع الى زملائه في الحزب يخبرهم ان الامير يرغب بوجود حزب في الساحة الاردنية بشرط ان لا يتدخل بادارة الحكومة...
فتم اعادة تجميع زعامات الحزب وترخيصه في الاردن ...
فجاء الحزب الاول في الاردن (بعد تقليم مخالبه) بناء على رغبة الملك ...
وبعد شهور جاء الحزب الثاني حزب "ام القرى" بناءً على رغبة علي رضا الركابي رئيس الوزراء الثالث ... ثم تبعه نكاية بالحزبين، حزب "احرار الأردن" ... وما لبث ان دخل الساحة الاردنية حزب "العهد" السوري ... ليصبح عدد الاحزاب النشطة على الساحة الاردنية 4 احزاب على الاقل....
التمويل الاجنبي
طلب رئيس الحكومة من الانجليز دعمه ماليا لتشكيل قوة قادرة على الدفاع عن مناطق الحكومة ، ووافق الانجليز بشرطين: الاول ان لا يزيد حجم القوة عن 750 عسكري، والشرط الثاني ان يقوم ضابط انجليزي باستلام المبلغ وانفاقه على القوة ... رفض طليع شروط الانجليز واستعان بالملك (الامير) ليقنع الانجليز بالغاء الشرطين ورفع المعونة لتكفي تجهيز 1500 عسكري...
ولم يكتم الامير تألمه من شروط المعتمد البريطاني ووعد بان يكون ظهيراً لرشيد بيك في الطلب... وبعد يوم واحد جاء المعتمد البريطاني الى رشيد طليع وابلغه ان الامير (الملك) وافق على شروط الانجليز ... فراجع رشيد طليع الملك (الامير) وساله عن ذلك فقال له الملك : نعم وافقت.
الخلاف والابتزاز
اتضح بعدها ان الخلاف بدأ يتسع بين الامير ورئيس حكومته الى ان قال الامير لطليع بان المعتمد البريطاني ابلغه ان تشرشل اخبر حكومة فلسطين ان الامير عبدالله كان عليه ان لا يعين رئيساً لحكومته معروفا بعدائه للفرنسيين، وانه ان لم يستبدله ستعتبر حكومة انجلترا نفسها في حلٍ من وعودها بالمساعدات للامير عبدالله ... وستقطع المساعدات، وتبدأ أولا" بقطع الاعانة التي خصت بها سموه شهريا (اي راتب الامير الشهري)....
فهم طليع الرسالة ونصح الامير بان يقيله لاي سبب آخر وأن لا يخضع للابتزاز لتنفيذ رغبة المعتمد البريطاني ...فقال له الملك: ورغبة تشرتشل ايضا ... وتمت اقالة رشيد طليع...
ملاحظة: يقول المؤلف انه خلال اقل من سنتين منح الامير رتبة اميرلواء (باشا) فخري لاكثر من 40 شخصا اسماؤهم مرفقة بالصور عدا عمن منحهم رتبة اميرالاي (زعيم) ورتبة بيكباشي ويوزباشي ايضا كما هو مبين بالكشوف المرفقة على الرغم من أن العدد الكلي لقوات الدرك لم يصل إلى 500 عسكري.
تابعوا نبأ الأردن على