د. تيسير ابو عاصي يكتب: كان ياما كان

{title}
نبأ الأردن -
  في الأيام الغابرة ما قبل وسائل التواصل الاجتماعي والعالم الافتراضي كان زادنا اليومي هو الصحف الورقية نطالعها مع رشفات الشاي الصباحي ( او القهوة لمن أدمنها ) نجد فيها اطلالة على اخبار العالم وشرفة على مادة نهتم بها فتشغلنا .

.       بداية اريد ان اسجل اعترافي بفضل هذا العالم الرحب علي شخصيا بأنه قد عرفني على صفحات وثيرة ومعرفة متجددة وثلة من الإصدقاء الطيبين وآخرين مبدعين احترمهم واقدرهم ، وايضا هناك فضل آخر بأنه قد اتاح لي فرصة الكتابة بخط مطبوع مقروء أنا الذي امتلك خطا سيئا احيانا يتعذر علي احيانا حتى انا قرائته .

.       من ضمن اهتماماتي كانت اعمدة المقالات لكتاب مرموقين يتسابق لديهم جمال اللغة وبديع الحرف مع متعة إثراء مواضيع متعددة سياسية واجتماعية وغير ذلك ، ولقد كنت اسهم بالعديد من المقالات في تلك الصفحات لسنوات تجاوزت الأربعين عاما .

.       إحدى مقالات الكاتب والأديب فخري قعوار ( شافاه الله وعافاه ) تطرق فيها الى إستقراء لمتابعي المقالات في الصحف الاردنية ، ليخرج بنتيجة تدل على ان اكثر المتابعين لها هم الكتاب ذاتهم .

.      اليوم وفي زمن هذا الفضاء الازرق والعالم الافتراضي ومع التراجع الموجع للصحف الورقية في ظل اكتظاظ وسائل التواصل الاجتماعي الوليدة والولادة ، وبالإزدياد الملحوظ في اعداد الكتاب والمدونين والشعراء والمحللين الالكترونيين والحاصلين على شهادات الدكتوراة المجانية من جهات هي ايضا افتراضية ، وأضحى هذا الفضاء الرحب ماكينة تفريخ على مدى الساعة بل الدقيقة لولادات بسرعة هائلة من انواع لا تحصى من نتاج التدوينات التي تبوأ فرسانها العارفين بدهاليز نتاجها مراكز الصدارة في حصاد المشاهدات والتعليقات والإعجابات حتى توالدت ايضا مساقات كسب الاموال الطائلة لدى بعض من اكتشفوا كلمة السر ومفتاح العبور الى ذلك ، كل ذلك على حساب المقال ويندرج ذلك ايضا على باقي الصنوف الأدبية الأخرى الحقيقية .

.         هنا لا بد من القول بأن مقال اديبنا فخري قعوار لو قدر له ان يتجدد هذه الايام لندب حظ المقال في حاضنته الورقية والالكترونية ، لأن تنقله ما بين هذا وذاك ما زال يراوح في ذات النصيب من القراءة وربما من القراء ذاتهم .

تابعوا نبأ الأردن على