د هايل ودعان الدعجة يكتب: يدفعون ثمن استبدالهم الدول بالتنظيمات المسلحة
نبأ الأردن -
لا شك بان حالة الضعف التي تمر بها الدول العربية والاسلامية جعلت منها صيدا سهلا وثمينا لاعدائها وخصومها الذين استثمروا هذا الحالة جيدا في تمرير اجنداتهم وتحقيق اهدافهم التي جاءت ترجمة لمخططاتهم ومؤامراتهم في ظل وجود بيئة مناسبة لتنفيذها ، جعلت العديد من الدول ذات الخلفية الاستعمارية تستغل هذه الفرصة التاريخية والثمينة في تحقيق اطماعها ومصالحها في منطقتنا ودعم الكيان الاسرائيلي وحفظ أمنه وضمان تفوقه ، كالولايات المتحدة وبعض الدول الاوروبية ( وروسيا ) . وكان اللافت في سياسة هذه الدول للوصول الى مبتغاها ، اشاعة الفوضى والاضطرابات والحروب في الدول المستهدفة ، بطريقة قادت الى وقوع حروب داخلية بين مكوناتها .. من جيش وقوات امنية وتنظيمات سياسية وشعبية وطائفية وغيرها ، فتحت المجال لتدخلات اقليمية تحديدا على شكل تنظيمات مسلحة ، واحيانا الدفع بدول المنطقة نفسها للتدخل بشؤون دول اخرى مجاورة ( حروب بالوكالة ) ، وبث الدمار والفوضى والخراب بها لحساب اطراف دولية لها مصلحة في اثارة مثل هذه الاجواء العدائية في المنطقة ، وبما يصب في مصلحتها وتوسيع نفوذها .
الا ان حالة الضعف هذه .. التي تعاني منها دول المنطقة ، شكلت ما يشبه الفخ الذي وقعت فيه هذه الاطراف ، عندما ذهبت في تفكيرها بعيدا في استثمار هذه الحالة ، لدرجة الانقلاب على دول كانت بالنسبة لها حليفة وصديقة وطيعة ومتعاونة ( ومخترقة ) حد الاستسلام والخضوع ، ومنقادة ومنساقة معها طمعا في كسب رضاها ، بحيث لم تجد اي صعوبة في تحقيق اهدافها ومصالحها ، لتستبدل هذه الاجواء الطيعة والسلمية باخرى ( متمردة ) وعدوانية ، عندما ركبت رأسها محاولة توظيف حالة الضعف الى اقصى درجة ممكنة بتدبير المكائد والفتن لتشعل فيها شرارة الحروب والفوضى والاضطرابات ، مفسحة المجال للتنظيمات المسلحة في استثمار الموقف ، ( وبدعم منها احيانا ) لتدخل على خط المواجهة مع الدول التي تنتمي لها هذه التنظيمات او الدول المجاورة ، وتصبح ذات نفوذ وتأثير لدرجة التحكم بكافة مفاصل الدولة والسيطرة عليها والتحكم بها ..
ولما كانت هذه التنظيمات اقرب الى الشعوب ، وليس في نهجها اعتبارات وحسابات كتلك التي تأخذها الدول والحكومات باعتبارها ، وبنفس الوقت غير مرحب بها من قبل غالبية دول العالم ، فان احتمالية دخولها في حروب وصراعات مع بعض الدول تبقى قائمة ، ومنها بطبيعة الحال وعلى رأسها الدول التي تسببت في وجودها وظهورها ، والتي هي على اجنداتها اصلا ، باعتبارها المسؤولة عن ضعف بلدانها وتردي اوضاعها ونهب خيراتها ومواردها ، بحيث تدخل معها في صراعات ومواجهات طويلة وعلى عدة جبهات ، بطريقة قد تزعجها وتهدد وجودها ، عندها سوف تضطر لمغادرة المنطقة ، بعد ان استبدلت الدول الامنة والمستقرة التي تقيم معها علاقات ودية وقوية ومميزة تصب في مصلحتها ، بتنظيمات مسلحة باتت تستهدفها وتهدد مصالحها . وبذلك تكون قد وقعت بشر اعمالها ودفعت الثمن غاليا .