د.تيسير أبوعاصي يكتب : عالعين موليتين

{title}
نبأ الأردن -
 أغنية شعبية لطالما سمعناها من المطربة سميرة توفيق وقد غناها الكثيرون من المطربين ، ورددت في المناسبات والافراح قبل عقود وما زالت .

إن هذه الأغنية رغم تقبلها من قبل المستمعين طوال هذه الفترة إلا ان كلماتها سيما مقطعها الأول : ( عالعين موليتين وطنعش [ 12] مولايه
جسر الحديد انقطع من دوس رجلايه )
كانت تردد دون الإلتفات الى طلسمية المعنى ، فلا معنى من اصطفاف هذه الكلمات بأي شكل من الأشكال ، فكانت تتوارى وتلوذ الكلمات خلف الصوت واللحن والصخب وتتماهى مع مشهد الفن الرديء الذي يكتفي بدوره المولد للطاقة الكافية لخلق التناغم ما بين حركات الأشاوس في التمايل المحسوب بدقة وضرب الارجل على رتم الطبل والزمر .

 بقي ذاك الصخب قائما وبقي المستمعون والمشاهدون يكتفون بالضجيج والغبار المتصاعد من ضربات الأرض بالأرجل المصممة على إتمام المهمة ، الى ان عرفنا كلمة السر ، وأساس الأغنية .

فالأغنية هي من التراث العراقي الذي يتحدث عن شاب يعشق فتاة وكان يذهب الى بيتها صباح مساء عله يفوز بنظرة يطفئ بها جمرة المشتاق ، أما الطريق الوحيد الى بيتها فكان جسرا حديديا لا بد من إتباعه ، وتعبيرا عن تلهفه وتوقه للتلاقي مع الحبيب فإن حتى حديد الجسر قد أخذ في التآكل حد الانقطاع .

 أما الاهم في جلاء المعنى فيكمن في التصحيح التالي :
( عالعين موليتي وطناش مولاي )
أي أن هذا العشق المتمثل في ترداد الذهاب والإياب على ذاك الجسر كان على مرآى والدتي ( وليتي) حسب اللهجة المحكية هناك ، وعدم اكتراث والدي ( وليي ) وتطنيشه .

 لقد راقت لي هذه الرواية ووجدت فيها فكفكة مقبولة لعبثية الكلمات التي الفناها وقبلناها على مضض .
تابعوا نبأ الأردن على