د.ريما زريقات تكتب: تعليمنا الى أين ......

{title}
نبأ الأردن -
مازالت الفجوة التعليمية والفاقد التعليمي متسعا لدى طلبتنا دون أي تغيير أو تقدم يذكر للأسف ، وبعد الإعلان عن ترتيب الأردن بالاختبار الدولي لم نلمس أي نقلة أو ثورة تعليمية تحسينية ، أو خطط تعليمة معلنة للجميع أو عقد مؤتمر سريع للمعنيين لوضع النقاط على الحروف ، وإعادة ثقة المجتمع الأردني بتعليم مؤسساتنا ، وقدرتها على ردم الفجوة التعليمية وشعور الجميع بالأمان وخاصة أولياء الأمور ، والأخطر من ذلك أن تصبح مخرجات وزارة التربية والتعليم مدخلات للتعليم العالي ، وتعود الفجوة كمخرجات للتعليم العالي وتعود للتربية والتعليم والغرفة الصفية ، لا أعلم ماذا ننتظر في عصر معرفي متسارع ، لن تنجح جميع برامجنا المواكبة إذا لم تقم على أساس ثابت رصين ، فكيف نعالج الوضع الراهن وهذه الفجوة التعليمية ؟!
خلال عملي وخبراتي المختلفة في وزارة التربية والتعليم ك كمعلمة ومساعدة مديرة ومديرة مدرسة ومشرفة تربوية ومديرة فنية ومديرة تربية ورئيس وحدة جودة تعليم ومساءلة ومدير إدارة تعليم خاص ، وخلال عملي بالاستشارات التربوية لمست أن طالبنا مبدع ومعلمنا مبدع ، حين نتابع المسابقات الثقافية والتعليمية والمبادرات ، نجد أن لا مشكلة بطالبنا من حيث الاستعداد والمادة الخام ، وحسب نظرية الذكاءات المتعددة ، جميع طلبتنا أذكياء كل في مجاله ولكن من يكتشف ويوجه هذا الإبداع ؟!
أما معلمنا فهو بيت المعرفة والخبرة ومصدرها ، فمن خلال متابعتي للمبادرات أو المسابقات أو اطلاعي على ترشح وفوز المعلمين في جائزة الملكة رانيا للتميز التربوي ، ورئاسة لجنة الموظف المتميز لجائزة الملك عبدالله في وزارة التربية والتعليم وعضو لجنة عليا للموظف المثالي ، لمست كم الإبداع لدى معلمينا وأثر أنعكاسه على الطلبة ، إذا نحن بحاجة لاستكشاف هذا الإبداع كما أظهرته جائزة الملكة رانيا للتميز التربوي ونشرته وعززت ثقته بنفسه ، شكرا جائزة الملكة رانيا للتميز التربوي وشكرا لاستثمار المتميزين حتى بعد فوزهم ، أتذكر حين كنت مديرة مدرسة تم الإعلان عن مشاريع التجديدات التربوية ومدعومة من فبل الوزارة ، وشاركت قبل قرابة 16 عام ، وكان مشروعي وقتها تدريب أولياء الأمور والمجتمع المحلي على منظومة الايديويف وحصلت على المشروع ودعمه وخرجت أكثر من فوج حيث كانت المنظومة للتواصل مع المدرسة ومتابعة أمور الطلبة على المنظومة ، وعدت وشاركت بهذا المشروع حين كنت مشرفة تربوية تخصص رياضيات وكان بعنوان " مختبر الرياضيات " وكان لمعلمي الرياضيات في مديرية تربية القصر وكان يشارك المعلمين جميعهم بهذا الإبداع والوسائل التعليمية للطلبة في المبحث ومشاركة فاعلة للطلبة وتم دعم هذا المشروع الرائع بكل ما يلزم من أدوات تقنية ومواد خام للوسائل التعليمية وتم إعداد أكثر من معرض لذلك بقيادة الطلبة ومشاركتهم، إذا معلمنا يا سادة لديه كل الإبداع ولكنه بحاجة لمن يظهره لحيز الوجود ويعززه ، أعتقد أن ملف الانجاز الذي يقيم عليه المساعد والمدير وملف الرتب لابد أن يكون ملفا يتضمن مبادرات تعليمية وتربوية وأثرها على أداء الطلبة ، مبادرات تعليمية موجهة من قبل المعلم ، وليس خطط منقول ومتناقلة صماء والدورات وغيرها ، كل شيء إذا لم ينعكس على أداء الطالب بطريقة ملموسة فلا قيمة له مع كل الاحترام ، وهناك ضرورة لتوفير مرشد تربوي في كل مدرسة دون أي شروط ، فوجود مرشد تربوي فاعل في المدرسة يدعم تعلم الطلبة ويعززه ، أكبر مشكلة لدى الطلبة هي وقت الفراغ الكبير ، أو الفراغ الكبير لديهم ، ما أحوجنا إلى التعرف على أنماط شخصيات الطلبة والتعامل معها ، وتوزيع المهام والواجبات بناء على هذه الأنماط واستثمار طاقات الطلبة داخل المدرسة وخارجها .
نعود للمشرف التربوي مرة أخرى ، يجب أن نعرف تصنيفاته المتعددة ، فهناك مشرف متخصص فقط دون المؤهلات المسلكية ، وهناك المشرف المتخصص في مجال التخصص ( معلم مجال ) والذي يحدد تدريسه فقط للمرحلة الأساسية وتم السماح لهم بالتقدم للإشراف التربوي ، وهذا الصنفان يختلفان عن المشرف المتخصص بالبكالوريس ومؤهلاته تربوية ومسلكية في باقي المؤهلات و هذا يختلف عن الصنفين السابقين، فالطلبة بحاجة للمعرفة العلمية الدقيقة والإستراتيجية التربوية ، فلابد من إعادة النظر في شروط ومعيار التقدم لوظيفة مشرف تربوي كما كانت سابقا .
أما بالنسبة لاختيار القيادات في الميدان التربوي ومركز الوزارة وهم الموضوع الهام ، فلابد من إعادة النظر بالاختيار حيث أن البعض منهم للأسف الشديد لم يدخل الغرفة الصفية يوما ، فما أحوجنا لمن يفهم لغتنا التعليمية والتربوية الدقيقة .
حين كنا معلمين ومشرفين ، كنا فعلا نشكو بأن هناك فجوة في تخصص الرياضيات بين محتوى المساقات في وزارة التربية ومحتواها في الجامعات ، وتمت محاولة ردم الفجوة لكن أثناء تدريسي لابني في الثانوية العامة في مبحث الرياضيات ، تم إدراج مواضيع من المحتوى الجامعي ولكن ليس لها أي أساس في الصف السابق الأول ثانوي أو الصفوف السابقة وكان الأجدر توزيع محتواها بشكل عمودي ، فالطالب ليس محط تجارب في الثانوية العامة العفو.
حين تم السؤال عن بدء دوام المدارس الخاصة ، وكان متأخرا عن المدارس الحكومية ، كان بسبب التدخلات العلاجية كما صرحت الوزارة ، وكان التصريح " لا يوجد فاقد تعليمي لدى طلبة المدرس الخاصة " ، حقيقة هذا كلام خطير وغير مهني ولا يليق بمدارسنا الحكومية فبعض المدارس أبدعت بإنتاج مبدعين ، السؤال أولا : كيف تم قياس ذلك ، ثانيا إن كان الدعم والتوجيه وتكثيف الطاقات والجهود والمبادرات الداعمة للمدارس الحكومية فلماذا هذا الفاقد ؟! ، لا نقل كورونا فقد كانت كورونا على المدارس الخاصة والعالم أجمع حتى من حقق أعلى مرتبة في تقييم الاختبار الدولي ، وللعلم هناك الكثير من المدارس الحكومية أفضل بكثير من المدارس الخاصة ببيئتها المادية و بنيتها التحتية وتوفر الكوادر ، فأنا مطلعة على كامل المدارس الحكومية في المملكة بحكم وظيفتي كرئيسة وحدة جودة تعليم ومساءلة في مركز الوزارة لفترة سابقة وتم تقديم جميع التقارير اللازمة للمسؤولين والمعنيين في وزارة التربية والتعليم بخصوصها ، ومطلعة على جميع المدارس الخاصة في المملكة بحكم وظيفتي كمديرة لإدارة التعليم الخاص .
كم أتمنى أن يعود تعليمنا إلى ما كان عليه بل وأفضل ، إن كان سيد البلاد وسيدة القصر الأولى وولي عهدنا رعاهم الله ، يوجهون لتعليم متميز وإيجاد جيل مواكب ، ويدعمون التعليم بكل طاقاتهم ، فماذا قدمت وزارة التربية والتعليم لإصلاح التعليم وتطويره لجميع مستويات الطلبة مع كل الاحترام ، أتمنى أن يتم تعديل وتطوير النهج الحالي والإسراع في إنقاذ طلبتنا وتعليمنا لأن الوطن يستحق ، وللحديث بقية .....

تابعوا نبأ الأردن على